عائض بن ناصر ال سلطان – رحمه الله – رجل الصف الأول

بقلم / بدر ال الدوح
بما أننا بشر نتكون من كتلة مشاعر وعواطف تحرك أمواجها عواصف الحياة العاتية ، ولذا فإن الوقع الأول لجملة : «انتقل إلى رحمة الله» التي عادة ما نسمع بها في أوساطنا أو نقرأها في وسائل التواصل حالة من الحزن تنتابنا وتملؤنا الحسرة من خلالها ، أما إذا ما اكتمل خبر الجملة بذكر من نعرف فإن الحزن يتضاعف، وتصبح حالة الفقد مؤلمة إذا ما كان المُخبَر عنه شخصاً عزيزا علينا ، هذه الحالات المتدرجة في الحزن ، مضاف إليها الحسرة هي التي لم تمهلني وعصفت بقلمي دفعة واحدة لحظة سماعي خبر وفاة الشيخ : عائض بن ناصر ال سلطان ..

رجل الصف الأول في كل شيء في الدين وفي والدنيا لا يسبقه أحد في كل ذلك وما يبشرنا بأن الله أحسن خاتمته بوفاته في ليلة فضيلة بعد حياة كريمة بكل تفاصيلها لذا نحسبه والله حسيبه من أهل الجنة ..

لم يكن عائض بن ناصر من شيوخ زمننا هذا
الذين لا يعرف مجالسهم إلا أصحاب الوجاهات والمناصب الإعتبارية بل كان مجلس القاصي والداني ووجهتهم ، يقصده طالب المشورة والمحتاج والمسكين والباحث عن العدل
والإنصاف والصلح والتسامح .

هذا الرجل قدم العديد من الخدمات الإجتماعية وسخر جميع جهوده لخدمة جماعته فطالب بكل الخدمات وحقق لهم كل المتطلبات من خلال علاقاته القوية واسلوبه المميز وتاريخه الناصع مع الوطن وقادته ومجتمعه .

لقد كان مثالاً يحتذى به في الإخلاص من خلال مسيرته التعليمية والتربوية والتي تجلت في جميع ماوصل إليه طلابه من مراتب وانجازات في زمنٍ يعتريه الكثير من الصعوبات ولن تجد بينهم من لم يجمعه معه موقفٌ كان له عظيم الأثر في رسم مستقبله .

رحل عائض بن ناصر لكن رحيله من الدنيا لا يعني رحيله من قلوب محبيه رجل ترك أعظم الأثر وأطيب الصفات والتي تجلت في كل حركاته وسكناته والتي استسقى كل تفاصيلها العميقة من ديننا الحنيف .

عرف عن أبو عبدالله حبه للناس وحب الناس له فقد كان محبوباً لدى الجميع ولا يمكن أن تجد أحداً في محيطه يكرهه .

الجميع يتمنى لقاءه والجلوس معه والسماع له والاستفادة من تجاربه القيّمة واسلوبه المتفرد وثقافته الواسعة ونقاء سريرته المتجلية للعيان في أقواله وأفعاله .

باختصار كان الراحل اسما شائعا في مجالات كثيرة ومن ضمنها الكرم والصدق والوفاء والنبل والعطاء وإصلاح ذات البين ، وقد كان يعده الكبير والصغير فارسا لكل الصفات الكريمة ! وقد برز إسمه في كل شيء إلا في عوالم الكذب والتزلف والتسلق والأنانية والنميمة والغيبة والحقد والحسد فإنه سجل فيها إخفاقا ما بعده إخفاق؛ لأنها لم تكن من معدنه فبن سلطان بنسجه لعلاقاته الاجتماعية كان ذهبا خالصاً .

وختاماً أقول لكم :

من يبي تخليد اسمه ليا مات
يفعل ربع ماورّث الشيخ عايض

رحمك الله أيها الشيخ الحقيقي وطيب ثراك.

شاهد أيضاً

أسرة ال دليم مدرسة في الحكمة والحنكة

  بقلم أ/ خالد بن حريش ال جربوع في ليلة جمعت بين الحكمة والحنكة وبين …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com