بقلم/ صَالِح الرِّيمِي
لقد أبدع الخالق جل وعلا هذا الكون على سنن ونواميس لن تحيد مهما حاول الإنسان التمرد عليها، ومنها أن تتشارك الكائنات جميعها وعلى هرمها أكرمها عنده جل وعلا وهو الإنسان..
إن السعادة والبهجة مورد لا يمكن أن ينضب لديك طالما تشاركته ومنحته للآخرين، بل إن الله عز وجل جعل صفة محاولة حرمان الآخرين من أي خير أو نعمة أو فضل من صفات الكفار وأهل الكتاب.
يُروى أن شخصاً زار قبيلة إفريقية بدائية، وقام بعرض لعبة على أطفال، حيث وضع سلة من الفواكة اللذيذة قرب جذع شجرة، وقال لهم: أول طفل يصل إلى الشجرة سيحصل على السلة بما فيها..
وعندما أعطاهم إشارة البدء تفاجأ! بسيرهم سوياً ممسكين بأيدي بعضهم حتى وصلوا إلى الشجرة وتقاسموا الفاكهة اللذيذة، وعندما سألهم لماذا فعلتم ذلك؟ فيما كان بإمكان كل واحد منكم الحصول على السلة لنفسه، أجاب أحدهم:
كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيداً بينما يكون الباقين تعساء؟
تلك القبيلة البدائية تعرف سر السعادة الذي ضاع من نفوس ترى نفسها فوق غيرها، ضاع في جميع المجتمعات المتعالية والتي تعتبر نفسها مجتمعات متحضرة، فالسعادة سر لا تعرفه الا النفوس المتسامحة والمتواضعة التي شعارها نحن وليس أنا..
أنا إنسان أحب الأشياء البسيطة والتي يراها البعض أنها عادية مثل؛ لحظة خلوة مع الله، وكوب قهوتي الصباحية، مع خاطرتي اليومية، وشراء كتاب جديد، وجلسة أنس مع أفراد أسرتي، ومحادثاتي الطويلة مع أصدقائي المفضلين، ودعوات أمي التي تشعرني بسعادة عرضها السموات والأرض، ورؤية الغيوم، وقطرات المطر، وتحليق العصافير عالياً، ونسمات الهواء المنعشة، وأهمها مساعدة من يحتاج بقدر المستطاع.
ترويقة:
أتذكر هنا مقولة: من يحصل على السعادة عليه أن يُشرِك آخرين فيها، فالسعادة ولدت توأماً..
وقال قائل:- ”الشعور الذي تتركهُ في صدرِ أحدهم سيضعُ الله في صدرك شعوراً مثلهُ تماماً، فلا تمدَّ لغيرك سوى ماتحبُّ أن يُمدَّ لك”..
ومضة:
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة)، صحيح الترغيب.