بقلم: إبراهيم العسكري
حدثني صديقي الوفي المقرب لي جدآ وهو جاد دائمآ َواثق به وبما يقول.
فقال: قبل بضع سنوات وردني ذات مساء بعد العصر اتصال لهاتفي المحمول من امرأة لا أعرفها ويتضح من كلامها انها تحمل الثقة والحياء والأدب ودار الحوار بداية على النحو التالي :
هي: بعد السلام هل انت فلان؟
انا: نعم صحيح.
هي: اولآ معك ام فلان وجذوري قريبة منكم فأمي رحمها الله من قريتكم وخالي لديكم هو فلان..!!
عندما عرفت خالها اجبت بقولي: أنعم وأكرم بكم وبخالكم.
ثم استرسلت بكل ثقة وهدوء..!
فقالت: قبل أن تلوم أو تأخذك الغرابة اعتذر من الله ثم من زوجي الذي اذن لي بالقول والعذر موصول لك أيضآ فنحن نعرف الأولويات والأصول لتكون لأهلها فزوجي لا ينقصه المباديء ولا اطايب الكلام ويفترظ ان يكون هو المتحدث معك بدلآ عني ومن ثم يرتب لزيارتكم لطلب القرب منكم ليد بنتك فلانه لأبني فلان على سنة الله ورسوله حيث اثنت عليها وعليكم أبنتي التي كانت زميلتها في الدراسة وتعرفها جيدآ من بدايات التعليم لهن ولعل زوجي معذور حاليآ لتعرضه لوعكة صحية ربما تكون جلطة حالت دون أن يمارس دوره المفترض كأب في طلب يد بنتكم فاستأذنته في المبادرة لظرفه ولتحقيق رغبتنا ورغبة ابني ان كان هناك نصيب
و بأذن الله تعالى ستتحسن صحة والدنا قريبآ وكل ما دعانا للعجلة وسبق الكلام لكم خشية أن يفوت النصيب في حالة التأخير ولرغبة ابني البار ان يتم التفاهم المبدئي معكم قبل سفره لمقر عمله في حال موافقتكم ثم أضافت القول:
من أيسر حقوقكم السؤال عنا وعن ابني وابوه فلان بن فلان ونائب قريتنا فلان وأبني يعمل في المكان الفلاني وسيتم تزويدكم من قبله بهاتف مديره في العمل للتأكد عن سيرته وعمله فإن تيسر الأمر سيحضر لكم ابني برفقة ابيه بعد شفاء الأب ان شاء الله لتكميل الإجراءات ان تممتم لنا..!!!
يضيف صديقي لم يكن أمامي الا ان اقول لها:
خيرآ ان شاء الله نحن سنأخذ رأي ابنتي ومن ثم نسأل عن ابنكم ثم نرد لكم بإذن الله.
ردت: الله يعطيكم العافيه ويكتب لنا ولكم الخيرة المناسبة..!!
يقول صاحبي أغلقت جوالي مندهش ومتعحب لكلام هذه المرأة العظيمة بما تحمل من ثقة وفصاحة وسداد رأي حامدآ الله وشاكرآ له انه لا زال في قومي رماح حتى من النساء العظيمات اللآتي تصون الأمانة ولا تتجاوز المحظور اطلاقآ إنما تقدر ظرف زوجها الصحي وتستبيح له العذر لذلك وكأنها توضح للجميع ان هذا الدور الذي قامت به هو جزء من التكميل لمنظومة العائلة المتعاونة الموفقة في رسالتها التربوية مؤكدة أنها يدآ يمنى وعليا لزوجها في العسر والميسرة وفي ظرفة الطاريء وداعمة لتحقيق رغبة ابنها في بناء بيت الزوجية..!!
اعجابآ مني بالموقف الإنساني النبيل أو ربما فضولآ سألت صاحبي وماذا بعد..!!!
فقال: بفضل الله وتوفيقه أستكملنا مراسم الخطوبة خلال شهرين من ذلك التاريخ ومن ثم اتمام الزواج وبنيتي الآن في منزل ذلك الأبن الصالح مع طفليهما وفي سعادة وهناء من فضل الله.!!
سيداتي الأمهات سادتي الآباء وشبابنا وشاباتنا الأوفياء انتم عماد المستقبل وهنا يتحقق لنا ولكم درس رائع ودور عظيم قامت به هذه الزوجة الصالحة في إطار سماحة الدين الذي يعطيها حق فيما رأت انه من الواجب لتكميل منظومة بناء أسرة ناجحة وموجهة في أكثر من دور عصامي..!!
ومضة:
لدي ثقة عليا وشعور إنساني عظيم ان في مجتمعاتنا آلآف من النساء هي تلك الأم مدار حديثي لكنهن لا يظهرن الا متى دعت الضرورة الملحة وفي الصعاب فلا تزال أمتنا بخير حتى قيام الساعة..!!
شكرآ…
لصديقي الوفي وشكرآ للأم العظيمة فهي تعدل فارس عظيم وقد ربح البيع ورب الكعبة.