بقلم/صَالِح الرِّيمِي
كنت الليلة في نقاش مع أحد الأصدقاء عن تطبيق الواتساب، فقال: يارجل قلّت زياراتنا لأرحامنا والسبب هو هذا الواتساب، أصبحنا نلتقي معهم لاسلكيا، وقد نتحاور على بعد أمتار بسيطة لانراهم ولانشعر بألمهم،
نرسل الأيقونات أو الفيسات المتوفرة في الواتساب، وهي لا تعبر عن نفسياتنا الحقيقية.
صديقي العزيز أقول لك بصدق: أنا منزعج من مجموعات الواتساب، فسألته كم مجموعة لديك في جهازك؟ فقال: لدي 8 مجموعات فقط، وقد أدخلت فيها بدون استئذان، وأشعر بحرج من الخروج منها، وقد تجاهلت الكتابة ومتابعة الردود، ثم وجدت العتاب والحنق من بعض الأعضاء، وأخيراً حذفت تطبيق الواتساب نهائيا من هاتفي حتى أعيش بسلام وهدوء وتواصل اجتماعي حقيقي.
العديد من مستخدمي الواتساب يتواجدون في عدد مختلف من المجموعات المتنوعة ما بين ريادة الأعمال والعائلة والأصدقاء وصولاً لمجموعات الوناسة، فضلاً عن بعض المجموعات الواتسابية التي تمت إضافتك إليها تلبية لرغبات الأصدقاء سواء باستئذان أو بدونه.
أتكلم عن نفسي مع مجموعات الواتساب، في أغلب الليالي عندما أصحو في صباحي الباكر، كعادتي اليومية أفتح الواتساب لمعرفة آخر الأخبار ومتابعة رسائل القراء وردودهم، وإرسال خاطرتي اليومية، وإذ بي أتفاجأ بانظمامي إلى مجموعة جديدة دون علمي ودون استئذان مني، هل تعلمون كم وصلت المجموعات التي أنا عضو فيها؟؟
ربما البعض قد يستغرب من إجابتي!!
فقد وصلت إلى 260 مجموعة حتى اليوم بتاريخ 12\12\2021 ، ربما 70% منها لا أعرف أعضاءها، وعندما أضاف إلى مجموعة جديدة أسأل من أضافني، لماذا تمت الإضافة بدون استئذان؟ فيرد فقط حتى ترسل خواطرك ومقالاتك في المجموعة ليستفيد الأعضاء من أطروحاتك اليومية!!
هل تجدون أنه من اللائق أن يقوم شخص بإضافتك في مجموعته دون أخذ رأيك بالقبول؟؟
تعدد بعض مجموعات الواتساب على هاتفك، يجعل مسألة انتمائك للمجتمع الخطأ أو وقوعك في المجموعة الخطأ أمراً وارداً جداً، نظراً لكثرة الروابط والمجموعات والدعوات الاجتماعية الواردة إلى جهازك في الليل والنهار.
ترويقة:
من حسنات مجموعات الواتساب أنها قربت البعيد وزادت المودة والأخوة بين كثير من الأهل والأصدقاء والجيران والمعارف والزملاء، فقد كان التواصل فيما بينهم محدوداً، ومع الواتساب ومجموعاته بدأت علاقتهم تعود لسابق عهدها..
أما الجانب السلبي فقد يحصل بعض التقاطع والتنافر والتشاحن بسبب الاختلافات في الآراء والأهواء، وقد يصل في بعض الأحيان إلى السباب بين الأعضاء والقذف والاستهزاء وتراشق بالالفاظ البذيئة والمسيئة، ومنبعاً للشائعات والأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة والقيل والقال، والشد والجذب والنزاعات لأتفه الأسباب التي لا معنى لها.
ومضة:
هل تنظرون لتطبيق الواتساب أنه وسيلة للتقارب والتعارف بين الأهل والأصدقاء؟ أم مجرد وسيلة للنيل من بعضهم البعض والضحك والاستهزاء ومضيعة للوقت لا أكثر؟
سؤال للجميع من منكم ليس بمشارك في مجموعة واتساب؟ وفي كم مجموعة أنت مشارك فيها حتى هذه اللحظة؟ وهل تعتقد أن المجموعات تحقق الهدف من إنشائها؟ أم أنها مضيعة للوقت فقط؟ أم للمهاترات لا أكثر؟.