بقلم / ياسر شديد الجابري
صانعو التاريخ هم أولئك الأشخاص الذين لعبوا دورًا كبيرًا في أحداثه، وخطوا بأحرف من نور أروع صفحاته. ومن صنّاع التاريخ الحديث والمعاصر الإمام محمد بن سعود الذي أسس الدولة السعودية الأولى في منتصف عام 1139هجري/ 1727م، والتي استمرت حتى عام 1233هجري/ 1818م. وكانت عاصمتها الدرعية، والتي نجحت في إرساء الوحدة والأمن في الجزيرة العربية بعد قرون من الفرقة والتمزق والتشتت. وكان دستورها القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى سقطت عام 1233هجري/ 1818م.
ولم يمضِ سوى سبع سنوات على سقوطها حتى نجح الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود في إقامتها من جديد مؤسسًا الدولة السعودية الثانية عام 1240هجري/ 1824م، والتي قامت على نفس دعائم وأسس الدولة السعودية الأولى، غير أنها انتهت عام 1209هجري/ 1891م.
وشاء الله – سبحانه وتعالى – أن يؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الدولة السعودية الثالثة، وكافح كثيرًا في سبيل إقامة دعائمها وتوسيع رقعتها، وبدأ ذلك عام 1319هجري/ 1902م.
وتعد الدولة السعودية الثالثة وريث الدولتين السعوديتين الأولى والثانية. وقد نجح الملك عبدالعزيز آل سعود في استعادة مدينة الرياض. وعرفت الدولة السعودية الثالثة في بداية عهدها باسم إمارة الرياض. وبعد ضم الأحساء سميت إمارة نجد والأحساء، وتمكنت الإمارة من التوسع حتى استطاعت عام 1921م السيطرة على كامل أراضي نجد بعد إسقاط إمارة حائل المنافسة، وأصبحت إمارة نجد والأحساء تعرف باسم سلطنة نجد، ثم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها. واستمر هذا الاسم قائمًا حتى إعلان قيام المملكة العربية السعودية المباركة عام 1932م، والتي تلعب دورًا محوريًّا في التاريخ العربي والإسلامي بل والعالمي حتى الآن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.