القناعة سر السعادة

بقلم د/ عيدان أحمد العُمري

عندما نتحدث عن السعادة يتبادر إلى الأذهان الأسئلة التالية : من أين تأتي السعادة للإنسان ؟ هل هي من المال والمنصب والجاه ؟ أو من الصحة والصحبة؟ أو من الزواج والأبناء ؟ أو من الحصول على أي أمر من أمور الدنيا وزينتها ؟ وهل تحصل السعادة له في كل الأوقات والمناسبات أو لا ؟  ومتى يكون الإنسان سعيداً ؟
السعادة تعرف على أنها شعور واحساس داخلي للنفس ، ترافقه قناعة ورضا في نفس الإنسان بما يحصل عليه كثيراً أو قليلاً ، وقد لا يجد طعم السعادة في بعض الأحيان على الرغم من حصوله على ذلك . فما هو السر الحقيقي و الأساسي للسعادة ؟
السعادة لا تحصل إلا إذا وجدت القناعة والرضا بما كتبه الله للإنسان من خير وأمور تسره في هذه الحياة الدنيا ، وهي عبارة عن حالة عاطفية مؤقتة وإظهار شعور كالفرح والسرور الذي يشعر به الإنسان حسب المواقف الطيبة التي يمر بها ، وقد تكون السعادة غير دائمة وقصيرة المدى و تتاثر بالعوامل الخارجية .
أما القناعة فهي مطلب أساسي تؤدي إلى السعادة وراحة البال ، وهي رضا وأسلوب حياة وهدوء نفس ، وقد تكون القناعة دائمة وطويلة المدى ولا تتأثر بالعوامل الخارجية ، وبذلك تكون القناعة هي الكنز الثمين الذي يسعى إليه كل إنسان لكي يحصل على السعادة و الرضا بما كتبه الله ويسره له من خير أو أي أمر من الأمور الطيبة ، وعلى الإنسان ألا يقارن نفسه بغيره بمن هو أكثر منه مالاً وولداً وأعلى منه منصباً ، وأن يقنع بما كتبه الله له في هذه الحياة الدنيا ، وأن يعمل ما ينفعه ويفيده في آخرته ، فالحياة الدنيا متاع ولهو و غرور ، والآخرة هي حساب وعقاب و دار قرار ، وعلى الإنسان أن يتحلى بالقناعة والرضا ، فهي الطريق الأمثل والصحيح  نحو السعادة ، وراحة البال ، وهدوء النفس .
نسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعاً السعادة في الدارين في الدنيا والآخرة ، والقناعة و الرضا بما كتبه الله لنا من خيري الدنيا والآخرة ، وراحة البال ، وعيشة السعداء  ، وصحبة الأخيار الأوفياء ، ومجالسة العقلاء النبلاء .
١٤٤٣/٦/٢٥هـ — ٢٠٢٢/١/٢٨.م

شاهد أيضاً

حادثةالتسمم الغذائي ضد معايير جودة الحياة

عبدالله سعيد الغامدي كنت في مقال الأمس تحدث عن حادثة التسمم الغذائي التي أعلنت عنها …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com