بقلم / الدكتور صالح الحمادي
أضافت مجموعة “أبها وفاء وعطاء” برئاسة رئيس مجلس الإدارة ناصر بن عبدالله العواد نجاحا أخرا إلى نجاحاتها السابقة ، فبعد أن وضعت بصمتها المتمحورة حول ترسيخ مبدأ تكريم الرموز الذين خدموا الوطن وقدموا عطاءات مميزة، أتت بمحور إبداعي أخر وهو توثيق الصلة والتواصل مع رموز المحافظات، وقد تمتد لرموز الوطن في أنحاء البلاد.
أستضاف ناصر العواد رموز محافظة بيشة في يوما أشرقت فيه ذكريات المعرفة والثقافة من بيشة وأهلها، وزاد من مساحة الابهار تلك الحميمية التي ربطت هؤلاء الرموز بالزمان والمكان من خلال مشاعر أهالي بيشة التي لم يخفونها عن محافظ محافظتهم حسين بن زلفه الذي أستمر بينهم قياديا على مدى ست وعشرين عاما، وزاد من مساحات الوفاء المتبادل وجود رموز قيادية من أهل بيشة قادوا منظومة العمل الإبداعي في أبها عسير في مقدمتهم سياف بن عامر بن آل خشيل، وجلوي بن محمد آل كرمان وما قدماه للتعليم كمدراء للإدارة العامة للتعليم بمنطقة عسير، بالإضافة لقيادات من أهل بيشة لازالوا على راس العمل مثل عقيل بن فطيس مدير عام شركة الكهرباء، وكان من بين وفد بيشة في ضيافة العواد رموز سطع بريقهم على مسافة الوطن مثل السفير صالح بن عامر آل خشيل ، وعدد من رجال الأعمال والمشايخ في مقدمتهم خالد بنلازهر ورجل الأعمال عبدالله الشاعر وكانت الزيارة في مجملها لوحة وجدانية صادقة ومشاعر فياضة ،وسطر حيوي يزهو على جبين جميع الأطراف التي حضرت “يوم بهجة الحياة”، وتفاصيل زيارة الوفاء التاريخية.
ازدانت لوحة الوفاء والعطاء بحضور وكيل أمارة منطقة عسير سابقا محمد بن علي بن زيد، والشيخ محمد بن إبراهيم الحديثي رئيس محاكم عسير سابقا، وشاكر سليمان شكوري وكيل أمارة عسير المساعد سابقا، ومهدي بن إبراهيم الراقدي مدير تعليم عسير سابقا، والدكتور أحمد خضران العُمري مدير تعليم منطقة عسير، وعبدالله بن محمد الحديثي قاضي المحكمة العامة بأبها
ولم يتح للحضور الحديث عن بيشة سلة غذاء المنطقة، وسلة تمور منطقة عسير، وعن شموخ أهلها وعراقة سكانها، هذه المحافظة التي تضم أكثر من مئتي ألف نسمة والتي تعتبر بمقاييس التاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمل واحدة من أهم النقاط المفصلية في مشوار بناء الدولة السعودية الثالثة فقد أعتبرها المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه نقطة انطلاق القوات السعودية ونقطة التكتيك العسكري والسياسي لتوحيد الجنوب ، ووثق في رجالها، ومنحهم اعتماد أول أمارة في المنطقة الغربية والمنطقة الجنوبية عندما أعتمد أمارة بيشة 1336هـ ، وكانت ولا زالت بيشة عنوانا للشيم والقيم ومكارم الاخلاق وتنتج التمور بأصنافها، وتنتج الموروث بكل قيمه، والثقافة بأنواعها، وتنتج اكتفائها الداخلي من الحبوب، والصناعات الخفيفة، وتغرس العادات والتقاليد القبلية الجميلة في أجيالها، وفي كل من تشرف بالعمل في محافظتهم، أما على المستوى الثقافي والعروض الفلكلورية، والمسرح فلا ينافسها أحد، ولو تم عرض مهرجان بيشة الذي أقيم 1442 بحضور الأمير خالد الفيصل ووزير التعليم آنذاك محمد بن أحمد الرشيد في الجنادرية أو أي من مهرجانات الوطن لزرع الدهشة والإعجاب في ذاكرة الزمن.
أقول لم يتسع المجال للحديث عن بيشة حاضنة نجد من الجنوب، ومغدقة الخير على عسير من الشمال الشرقي، واكتفينا بعزف نوتة مشاعر الود بين الحضور في منزل العواد، ثم الاستماع للسمفونية الصادقة في مزرعته، لتنتهي المسامرة عند أعضاء المجموعة بلحن الخلود على طريقة بن ساير ” إن عشت يا راسي كسيتك عمامة ” ، أو على طريقة الشاعر سعد بن جدلان ” سلامي على بيشة مرابي عيال كليب ” وحاولنا التشبث بهم فترة أطول لكن ” أهل النخل عيوا على تمر بيشة” وغادر الضيوف ونحن نحمل لهم أجمل الذكريات، وأوفى العبارات لأنهم يستحقون ذلك وأكثر.
همسة
الا واشيب عيني يوم قالوا لي فمان الله
وتحققت انهم من عقب لا فرقاهم مقفيني