مفاجآت مضيئة

بقلم / إبراهيم العسكري

هذا اليوم يوافق آخر جمعة بشهر شعبان ١٤٤٣ه وقد بكرنا إلى جامع حينا لاداء صلاة الجمعة كالعادة ثم امتلاء الجامع بالمصلين ودخل وقت الخبطة وتجاوز بأكثر من عشر دقائق دون حضور الخطيب مما دعى احد الحاضرين بمقدمة الصف الأول أن ينادي بأن يتقدم من لديه المعرفة والدراية بأداء الخطبة فرأيت مجموعة ممن هموا بالقيام ولكن نال السبق لذلك الرجل الذي احسبه في الخمسين أو تزيد حيث تجاوز بياض لحيته النصف ويلبس العقال والثوب المعتدل لا طويل ولا قصير نراه من عامة الناس وفي كل خير ثم صعد المنبر وبدأ بالسلام وبعد الأذان تناول جهاز الجوال ليقرأ منه ماتيسر للخطبة ويبدوا انه ليس بحاجة ملحة للجوال فمعلوماته ثريه ولقربي منه رأيت انه يثري الخطبة مما لديه أكثر مما يستشف من جهازه المحمول فكانت الخطبة معبره وعفوية ولحظية تناول فيها كثير من أحداث اللحظة مركزآ على افضال شهر رمضان المبارك واعمال الخير فيه مؤكدآ ان العبادة الحقيقية هي التي تتميز بسلامة الصدر بعيدآ عن الرياء والاحقاد والبغض والفوقية المزعومة فالعبادة نرى أثرها في الصبر وحسن التعامل السوي فلا ينظر للناس الا وهو منهم وربما اضعفهم واحوجهم لماعند الله..!!

عندما قارنت خطبة ذلك الخطيب الموفق رأيت فرق كبير في التأثير للمصلين وانا واحد منهم بفارق ملحوظ عن الخطيب الذي ربما كان يعد للخطبة من اسبوع او اكثر ومع ذلك نرى بعضهم ينشغل أثناء الخطبة كثيرآ بتسوية الشماغ وهي تلوح يمنة ويسرة فيحاول ان يركز بسهما المترفع الممتليء بالنشأ أو ربما يعيد توازن وهندام المشلح مرات عديده فلا يدري هل يركز على خطبته ام على هندام شخصيته فنجد البعض وليس الكل احيانآ يعيد ويكرر إعادة ما قرأ ليستوي معنى الجملة ثم يدرك اغلب الحضور أن التحضير للخطبة لم يكن كما يجب لأن رؤية البعض كما اسلفت وليس الكل ربما بما يتصور منظوره ان غالب المستمعين مخطيئن ومقصرين مهما اجتهدوا وقد يكون حاز تفكيره هو أن البعض منحرفآ لا سمح الله وانه تعلى المحراب لأنه الأفضل بيما يكون ذلك الراكع الساجد رث الثياب ممن هم أمامه مستجاب الدعوة ولو حلف على الله لابره..!!

الدعوة إلى الله دائماً تكون بالتي هي أحسن كما قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.
يعلم الله لا اقصد في كلامي شخص معين ولكن قد يحتاج شبابنا الخطباء المستجدين إلى بعض التوجيه البسيط ليس مني فانا اول من يحتاج التوجيه كوني العبد المخطيء الفقير لما عند الله.
مجتمعاتنابفضل الله مليئة من الخطبأ والموجهين الموفقين المتمكنين ولهم القبول في مجتمعهم ويملكون الدراية والفصاحة والثقة بما منحهم الله وفقنا الله جميعآ.

شاهد أيضاً

معلمي الأول 

بقلم : أحلام الشهراني  في يوم المعلم يوم تتجلى فيه عظمته وهيبته لما له من …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com