بقلم/مها الجهني
لا يخفى على الجميع أننا نعيش في عصر الإنفجار الالكتروني المعرفي الاجتماعي ، فقد ظهرت العديد من وسائل التواصل الاجتماعي التي لم يكن لها وجود في السنوات السابقة تضخ كمية هائلة من المواقع التي يسهل دخولها في كل بيت بالمجتمع .
فهذه البرامج بمختلف مسمياتها لها العديد من الإيجابيات منها :
نشر العلوم المختلفة القيمة التي يسهل تعلمها و اتقانها ، فتح أبواب التجارة الالكترونية ، تواصل أفراد بعض الأسر ولا سيما من يكون خارج مدينته أو بلاده ، و غيرها من الايجابيات القيمة .
على رغم من الجوانب الإيجابية لهذه البرامج إلا أن لها جوانب سلبية خطيرة في تأثيرها على أفراد المجتمع ، لكن سأسلط الضوء على أسوء جانبين فيها اللذان يُدمران بشكل غير مباشر أفراد المجتمع بمختلف مستوياته ، و هو أشبه ما يكون برمجة خفية للعقول التي لا تمتلك فلتر يميز بين ماهو صالح و طالح .
فالجانب الأول :
هو الذي أصبح منتشر بشكل كبير فقد استغل ذوي العقول الضاحلة ، و الشخصيات المريضة هذه البرامج في نشر قذارتهم ، أفكارهم الملوثة ، سلوكهم المنحرف بدون حسيب ولا رقيب ، و الهدف الخفي من هذه المجاهرة و الحرص على نشرها هو برمجة عقول المراهقين و ضعفاء العقول و النفوس على أن هذه السلوكيات و الأفكار مقبولة و عادية و أنه من الحرية الشخصية ، فنجد من الطرفين بعد فترة من متابعتهم لهؤلاء يبدأ يتسخط و يكره حياته ويتمنى أن يعيش مثلهم ويتشدق بأفكارهم و يعزز لها ويدعمها في المجالس فقد تحولوا لقدوات عظيمة في نظره ، فالمؤلم في هولاء المُغيبين عقليا أنه يدخل في دوامة المقارنات بين طريقة حياته و حياتهم ، و النتيجة التي نراها بكل وضوح هدم العديد من الأسر ، و تخريب العديد من العلاقات الجميلة بين الأزواج أو الأبناء ..
الجانب الثاني :
التنافس على كشف خصوصيات البيوت ، فقد أصبح البعض منهم لا يتوانى من نشر أدق خصوصياته كأنه اختراع أعظم انجاز يفيد البشرية ، و المضحك ردة فعله حين يتطاول عليه من هم مثل سفاهته ، فيبدأ ينوح ، يتباكى ، و يمثل دور المصدوم الذي انتهكت نواياه التي يدعي أنه يُريد بها الخير للأخرين ، كأن الخير لا يكون إلا بعرض خصوصية بيته و تفاصيل حياته ، فكر عميق جاهل .
الحل الذي قد يساعد في الحد من هذه الأثار السلبية لهذه البرامج :
أن يكون لدى الإنسان نفسه الذي يستخدمها نضجًا ووعيًا و فلترًا يُصفي به كل ما يتابعه لا يُعطل عقله و يُهمش دوره في التميز بين من يستحق المتابعة والاستفادة من علمه و فكره ، وبين من لا يستحق المتابعة لسفاهته و تافهته ..
فأعظم دور في الوقت الحالي يقع على عاتق الوالدين يجب عليهما أن يُربيا ابنائهم على المراقبة الذاتية التي تنبع من الخوف من الله ،ثم احترام العقل و الذات فيحرصوا على حسن اختيار ما يفيدهم من هذه البرامج ولا يكونوا إمعه أو اسفنجة يمتصون كل شيء بدون تميز و تمحيص ، وأن يكون متابعة هذه البرامج تحت إشرافهم و توجهيهم بأسلوب راقي يعتمد على الحوار والمناقشة والانفتاح التربوي المناسب لعقولهم وشخصياتهم …