مر يوم المرأة العالمي (8 مارس) بنا، ولا حتى يلتفت! ليس لأننا داجُّون في الأخبار الدّاجَّة في وسائل (الانفصال والتفاصل والسفه والتسافه) الخصوصية السعودية! وليس لأنه لم يرد في مسلسلة الأخبار المكسيكية السعودية! ولكن لأن ـ ولأن فقط ـ (جمس بوند) لم يعلن النفير لمطاردة من (قد) تسوّل له نفسه الاحتفال بهذا المنكر؛ بمصادرة الورد والشوكولاته بكل لونٍ، وليس الأحمر فقط؛ كما في منكر يوم الحب «اسم الله علينا»!
مر يوم المرأة ولا حتى يلتفت؛ لأن (جمس بوند) لم يسمع عنه بعد، كما سمع عن الاحتفال بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلَّم، وما (قد) يصاحبه من طربٍ ومدائح ومعازف؛ عياذاً بالله!
مر يوم المرأة دون أن يتنبَّه له بعض المحتسبين الأشاوس؛ لأنهم شغلوا بملاحقة حرف الـ(V) في عناوين معرض الكتاب الدولي؛ لإيحاءاته الخبيثة، المسيلة لبعض الهرمونات الشيطانية!
وافرض يعني أن ناشطةً ذكية، لفتت نظر (جمس بوند) لهذا المنكر العظيم، بأن زعمت أن (بوكيمون) الأمم المتحدة (الأمريكية الدبُّوسية) تحرش بها وابتزَّها بمناسبة يوم (8 مارس)! فبأيّ عبارةٍ صادقة ستهنِّئ المرأة (فيذا)؟
كل عام وأنتِ عورةٌ نخجل من لمحها حتى وهي مستورة بعدة ظلمات؟ كل عام وأنتِ (سلعةٌ) تنتقل ملكيتها من وليِّكِ (الأب المستبد ومن في حكمه) إلى مولاكِ، الزوج الذي يصبِّحُكِ بإهانةٍ، ويمسّيكِ بصفعةٍ ولكمةٍ ورفسة!
كل عام وأنتِ معضولهٌ عن حقّك في الزواج بمن ترتضين؛ لأنك دجاجةٌ تبيض ذهباً للمالك الأول؛ فيحسد أي طامعٍ فيك؟
كل عامٍ وأنت نكرةٌ، لا بد لها من مُعرِّفٍ ذكرٍ بالغٍ حرٍّ، ولو كان مكفولها الأمي القادم من أدغال قريح؟ كل عام وأنتِ قاصرٌ تهدى لعبةً لعجوزٍ هرم، يريد أن يستعيد ذاكرته في المتعة التي فقد عدَّتها وعتادها! ويجد فقهاء يشرعنون له ذلك؛ مستدلّين بالرواية الوحيدة، عن سنِّ (أم المؤمنين سيدتنا عائشة)، حين تزوجها الرجل الأكمل (فداه كل من يفتري عليه ما ينزِّه عنه كل عاقل)، ولا تجدين عالماً رجلاً كالأزهري (إسلام بحيري) يثبت بالأدلة القاطعة أنها كانت في الـ(18) من عمرها، رضي الله عنها!
محمد السحيمي>