عُرس الإبداع

د. مرعي بن محـمد آل عريعر

تُبدي التربية الحديثة كثير اهتمام، وعظيم عناية بالأنشطة، التي تتم خارج قاعة الدرس؛ لـما لها من دور فاعل في تـحريك دوافع الطلاب والطالبات، والكشف عن مواهبهم، وتـنمية مكامن الإبداع فيهم.
يأتي ذلك القول على هامش العُـرس الإبداعي الكبير، الذي شهدته إدارة تعليم ظهران الجنوب، بشأن ختام الأنشطة الطلابية للعام الدراسي 1443هـ، وظهران في الأصل على صعيد المكان أصل في باب الإبداع، وفرع في سياق الإتقان.
وقد أثار ذلك العرس المفعم بالبهجة لدى كثير من الحضور مشاعر إيجابية حول مستقبل هذا البلد، الذي يحتاج منا جميعاً إلى بذل مكنون النفس، وعين النفيس، أملاً في تجلِّيه، والنهوض به، ورفع رايته.
كما أثار ذلك العرس الإبداعي داخل نفوس الحاضرين إشارات تتصل بأهمية الاعتراف بالفضل، وتكريم أصحابه من أرباب العمل، ودعاة الالتزام، وصنَّاع النجاح، وخصوصاً أصحاب المواهب من الطلاب والطالبات؛ لأنَّ الشباب في هذه المرحلة من العمر هم في أمسّ الحاجة إلى الشعور بتقدير الذات، وتلك إحدى مسلمات علم النفس، وهو ما يترك في نفوسهم أثرا بالغ الإيجابية؛ إذ يدفعهم إلى المزيد من العمل والعطاء، وقديـماً قالوا: إنَّ قلة الشكر تزهِّد الناسَ في اصطناع المعروف. وهو ما يشير إلى أهمية مثل هذه الاحتفالات، التي لا يرى البعض منها إلا ما يتسم به من بهرجة على المستوى الظاهري، وما خفي أعظم.

السيد مدير التعليم: شكراً أقولها لشخصكم الكريم نيابة عن الطلاب والطالبات، الذين أنرتـم قلوبـهم ببهجة التكريم.
السيد مساعد الشؤون التعليمية: شكراً أقولها لشخصكم النبيل نيابة عن المكرمين من منسقي النشاط الطلابي والمديرين.
السيد رئيس قسم النشاط الطلابي: شكراً أقولها لكم نيابة عن الطلاب، الذين تسعون من خلال أنشطتكم إلى إثراء مواهبهم، وتنمية شخصياتهم.
كلمة أخيرة أقدمها إلى ظهران الجنوب، التي تبدو في عيون أبنائها وجهودهم عروساً جميلة؛ يسعى كل أبنائها إلى رفع شأنها، وإعلاء مكانتها.
وظهرانُ التي قد تَــيَّـمتني *** يذوب القلب حُبَّاً في رُبَاهَا
أقودُ صبَابتي شوقاً إليها *** وأسعى مخلصاً أرجو رِضَاها