بقلم – محمد ابراهيم الالمعي
مسامير الفلس او مشاهير الفلس كما هو معروف، احببت مسمى مسامير لأنهم في الحقيقة اقرب الى المسامير من كلمة مشاهير على الرغم من انهم في كل المسميات وفي كل الاحوال مفلسين، هم بالفعل مسامير بناءً على تعلق متابعيهم عليهم كما يُعلق الثوب على مسمارٍ في جدار، فالمشهور الحقيقي او النجم الحقيقي او حتي الانسان الحقيقي لا يسلب أوقات محبيه ولا يرضى عليهم الأذى حتى ولو رضوه هم على انفسهم، وان قدم لهم فإنه يقدم النفيس الغالي، يقدم عملاً وابداعاً معين يجذبهم من خلاله اليه ثم ينصرف الى عالمه وحياته، وحتى ان يلقاهم بعمل وابداع آخر وهكذا، اما المسامير.. وما أدراك مالمسامير، هؤلاء يضربون على جدار الوقت والعمر، ومن منا لم يعلق وقته عليها ويضيعه في متابعتهم؟ ليس لإبداعاتهم او نجوميتهم ، وانما لعدم استغلالنا نحن للوقت فيما ينفع، فالبعض منا يتابعهم فقط ليتعجب من بعضهم وكأنهم كائنات غريبة على هيئة بشر، والبعض لديه رغبة وفضول لرؤية كل ما هو تافه، والبعض وقع في اوهامهم وادمن عليها.
نحن كبشر رزقنا الله تعالى عقول وحياة واوقات لنعيشها نحن لأنفسنا ليس لهؤلاء، ومن كرمه تعالى علينا بنعمة الوقت، فاض منه حتي اصبح لدينا وقت الفراغ، هذا الوقت تحديداً قدمها كثير من الناس لهؤلاء وتعلق على مساميرهم بشكل كامل او شبة كامل وبدون أي مقابل، معلقاً هنا وهناك، ويتنقل من مسمار لآخر متابعاً تفاصيل حياتهم، الاحداث الحكايات النجاحات التفاهات الاكلات المقالب الافراح الاحزان الأثاث غرفة النوم التدليس الكذب الخرافات وكل شئ، لدرجةٍ اصبح فيها كل مسمار ينافس الآخر حتى لو اضطر الى الكذب والتدليس وصناعة احداث ومواقف وهمية لتغذية حسابه، او لكي ينقذ حسابه من الموت في احيانٍ كثيرة، فلا يهمه المحتوى، المهم هوان يكون لديه محتوى بأي شكل وبأي لون، إيجابي سلبي لا يهم، ومنهم من لم يكتفي بذلك، فلجأ الى أسلوب الاستفزاز والاستخفاف بالعقول، بل ووصل الامر الى ابعد من ذلك بكثير، فمنهم من دفعه الإفلاس الى الاتجاه نحو الطريق المنحدرة والسقوط في القاع، حيث لا اخلاق ولا قيم ولا مبادئ. وهنا تكمن المصيبة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قبل فترة بسيطة شاهد كثير من مستخدمي السناب شات مقطع فيديو لمسمار صغير او سمول مسمار ان صح التعبير ظهر فيه وهو يسبح ويهم للخروج من المسبح بطلوع الدَرج او السِلم وهو يصور صدره وجسده المكشوف الى ان وصل هذا المسكين الى نصفه الاسفل مصوراً سرواله وعلى ما يحتويه هذا السروال …!! الراقصة او المسمار الراقص او الذكر الناقص سمّه ما شئت، أصبح اعمى لا يرى مدى انسلاخه من المروءة والغباء، والاشمئزاز والاستنكار الذي أصاب الكثير بسببه وبسبب كل تصرفاته، يتوهم هذا أنه توم كروز، وانه فارس أحلام الحسناوات، وهو ما يسوى التالية من ال….، وفي الحقيقة وبكل صراحة لا يُلام، انما الوم من اوهمه بذلك بكثرة من تعلق على مسماره، فصدق نفسه حتى وصل الى هذه المرحلة من الهبل. ولا ننسى ايضاً المشهورات، الكاسيات العاريات، الرخيصات، وهنا لا يحتاج الامر الى تسليط الضوء او أي وصف. فكل واحدةٍ منهن أصبحت تنافس الأخرى وتحاول بأي شكل ان تعلق على مساميرها الامامية ومساميرها الخلفية أكبر عدد ممكن من المساكين. لذا سأعود مرةً أخرى لطرح قصة او مثال آخر لحادثة استوقفتني لمسمار آخر، مسمار الرقيبة او بلا رقيبة ولا حسيبة، المهم ان القصة حدثت قبل فترة ليست بالبعيدة، حيث ظهر هذا المسمار في سنابه يحكي كيف انه تعرض للابتزاز من شخصٍ ما مقابل مبلغ مالي كبير (ويحلف على ذلك ويقسم بالله تعالى علي ما حدث له)، ولكن سرعان ما انتشر هذا المقطع حتى وصل الى الشرطة التي استدعته بدورها لتحقق معه للوصول لمساعدته بالقبض على من ابتزه، ولكن تبين خلاف ذلك، تبين عدم صحة ادعائه، وان الحادثة مفتعلة بهدف الترويج لحسابه، ونشرت الشرطة بياناً حول ذلك في حينها عبر سناب وزارة الداخلية. (سبحان الله كيف فضحه على رؤوس الاشهاد)، وهل تحسبه ان استحى من فعلته، على العكس، ظهر في سنابه بعد إطلاق سراحه وكأن شيئاً لم يكن…! هنا اريد ان اعرف بأي مادةٍ نتنة يغسل بها هذا وكل من هم على شاكلته وجوههم…! بصراحة لا أدرى…! والأمثلة والفيديوهات والحوادث كثيرة لا تكاد ان تنتهي والتي كشفت عورات الكثير منهم ومدى تفاهة عقلياتهم مما لا يتسع المقام لذكره.
هذه هي الصورة الحقيقية لعالم السناب بالمجمل، هؤلاء هم من تعلق الكثير بهم، على حساب أنفسهم واوقاتهم وعقولهم التي تواجه كل هذه التشوهات الفكرية والبصرية والسمعية، وتفاهات لا اول لها ولا آخر.
ان كل مسمار منهم سواء كان بمحتوى إيجابي او سلبي، (من غير الحسابات التعليمية التي تهدف الى تعليم مباشر كتعليم لغة او الى طرح أي مادة علمية أخرى) لا يحق له ان يسلب منك وقتك فضلاً عن ان يبني عليك نجاحه، جميعهم بلا استثناء لا يحق لهم ذلك، ووجب عليك الحرص على نفسك والانشغال بها فما يعود عليها بما ينفعها، وانتبه فهؤلاء كالنامس، فالنامس يمتص منك الدم، وهؤلاء يمتصون منك الوقت، وكليهما يمتصك من حيث لا تعلم.
وفي الختام إحمد الله وقل: الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثيرٍ ممن خلق تفضيلا، اللهم لا تجعلنا من الشامتين، اللهم ولا تعلق قلوبنا الا بك.