ذا لاين مدينة المستقبل

بقلم د/ عيدان أحمد العُمري

يعد مشروع ذا لاين من أهم المشاريع العملاقة للمدن الذكية الحضرية في وقتنا الحاضر ، والتي تجعل الإنسان محوراً رئيساً في المعيشة الحضرية المواكبة للتنمية المستدامة ، مع الحفاظ على الهوية الطبيعية للبيئة ، وتحقيق مفهوم التنمية الحضرية المعاصرة بكامل تفاصيلها الدقيقة ، وما يجب أن تكون عليه المدن المستقبلية من ثورة عملاقة في الحياة الحضرية والتنمية المستدامة والمتطورة في كافة مكوناتها ومجالاتها ، والتغلب على كل التحديات التي تواجه البشرية والبيئة في وقتنا الحاضر ، والبحث عن الحلول والطرق البديلة والمبتكرة للمعيشة الحضرية ، وتعتبر الحلول المثلى لتلك التحديات مدينة نيوم ، ومن ضمن مشاريعها العملاقة مدينة ذا لاين المدينة الحالمة ذلك المشروع السعودي المستقبلي ، كمنطقة تجارية راقية ومدينة استراتيجية اقتصادية متكاملة ضمن خطة ورؤية المملكة ٢٠٣٠ م . لما لها من الصدارة في تقديم أحدث الحلول الناجحة ، وأكثرها ابتكاراً ، لتتخطى هذه التحديات ، من خلال فريق عمل متكامل من أمهر المهندسين ، وألمع العقول ، في العمارة والهندسة والبناء ، ولتجسيد فكرة التشييد العمودي ، وجعله أمراً واقعياً نعيشه في وقتنا الحاضر بكامل تفاصيله .
وحيث إنه سبق لسمو ولي العهد حفظه الله في ١٠ يناير سنة ٢٠٢١ من إطلاق الفكرة والرؤية الأولية لمدينة ذا لاين لتحقق مفهوم التنمية الحضرية ، وما يجب عليه أن تكون عليه المدن اامستقبلية ، وتعتبر المملكة رائدة وصاحبة السبق العالمي والأولى عالميًا في بناء مثل هذا النوع من المشاريع العملاقة من المدن الذكية ، كمشروع ذا لاين المستقبلي الحضاري المتميز لسلسلة من التجمعات الإدراكية المترابطة ، والمعززة بالذكاء الاصطناعي ، خالية من الانبعاثات الكربونية ، مدينة عمودية عملاقة فريدة من نوعها ، والوحيدة في العالم ، وبشكل لم يحدث من قبل في أي دولة من دول العالم ، مدينة عملاقة متطورة ، وهي حلم سعودي تحقق إنجازه ، توفر فيها كل الخدمات المعيشية ، وتحقيق الاستدامة ، بما لدى المملكة وبما تملكه من مقومات الإدارة والطموح والمهارة ، والإمكانات المادية والبشرية ، للمساهمة في تحقيق دور بارز وعالمي ، من خلال التنوع الاقتصادي ، وتوفير فرص العمل الكثيرة ، وزيادة الإنتاج المحلي ، و لدفع عجلة التنمية البشرية قدماً نحو المنافسة العالمية ، والتطور والازدهار .
وقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله في ٢٥ يناير سنة ٢٠٢٢م تصاميم مدينة ذا لاين التي تشكل انعكاساً لما سيكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً في بيئة خالية من الشورارع والسيارات والانبعاثات الكربونية ، وتسهم في المحافظة على ٩٥%من اراضي البيئة الطبيعية ، وتعتمد على الطاقة المتجددة ١٠٠% لتجعل صحة الانسان ورفاهيته أولوية مطلقة ، بدلاً من أولوية النقل والبنية التحتية ، كما في المدن التقليدية السابقة .
وتعتبر مدينة ذا لاين مدينة مواكبة للانسان والاقتصاد والطبيعة ، وتركز في تصميمها على مفهوم انعدام الجاذبية ، والتصميم الرقمي ، والمناخ المثالي على مدار العام ، ومبنية على شكل طبقات عمودية ، يغطي حانبيها الخارجيين اسطح زجاجية عبارة عن مرايا عاكسة ، وتسهل التحرك والتنقل في ثلاثة جهات إلى الأعلى وإلى الأسفل وأفقيا ، وتمكن من الاندماج مع الطبيعة ، وهي مدينة مليونية خالية من كل الانبعاثات الكربونية .
وهذه التصماميم متعددة الطبقات ، وتعالج أشكاليات المدن الأفقية التقليدية المنبسطة ، محققة بذلك التناغم التام بين التنمية الحضرية بطول ١٧٠كلم وعرض ٢٠٠م على ارتفاع ٥٠٠م فوق سطح البحر ، وتحتوي على بيئات متنوعة جبلية وصحراوية وساحلية ومعتمدة على على نسبة ١٠٠% على الطاقة المتجددة .
ويعتبر مشروع ذا لاين ترجمه عملية ، ونموذج مثالي ، وفريد من نوعه في العالم ، لحفظ البيئة الطبيعية ، وخطوة حقيقية على أرض الواقع ، لرؤية المملكة ٢٠٣٠ الطموحة ، بأهدافها وبرامجها الاستراتيجية ، وخططها الرامية نحو مستقبل واعد ، ومشرق بإذن الله تعالى .
حفظ الله حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ، وبلادنا المباركة ، وشعبنا الكريم ، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان ، وإلى مزيدٍ من الرخاء والنماء والعطاء ، والتطور والإزدهار ،
بقلم د/ عيدان أحمد العُمري

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com