عامٌ مُزهر

بقلم / فلوة العائض

بالأمسِ القريب استقبلنا عام١٤٤٣هـ واليوم نحن في عام ١٤٤٤هـ بحلةٍ ورداء جديد.
ما الذي يمنعنا أن نعبر عن سعادتنا فيما كنا عليه في عامٍ مضى ونتفائل لعامٍ أتى.
ما الذي يجعل البعض منا وليس الكل فهناك من يشبه الشمس في شروقها وغروبها والمسافات التي بينهما آمان لوجودها أن يكون وللأسف من يصح أن نطلق عليهم(البؤساء) يتذمرون من كل شيء بالحياة لايعترفون بالأمل والسعادة ولايريدون لغيرهم الحصول عليها.
بعد أن توقفت دراجة عبوري ليلة الأمس و عند الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل فتحت تايم صفحتي بتويتر لأجد بالونات وقلوب مكسوة من جميع الألوان تتبادل التهاني والتبريكات بدخول عام١٤٤٤هـ كانت مشاعر سعيدة وأنا المستقبل لها فسعدت بسعادتهم.
(كم هو جميل أن تسعد غيرك ولو بكلمة)
بينما أنا في شوارع السعادة والتهاني وتعبير كل روح على طريقتها فتلك الفتاة تتمنى في هذا العام أن تكمل دراستها خارج البلاد وذلك الشاب يتمنى كذلك في هذا العام أن يتخرج سريعاً ليسعد قلب أمه.
ولم أغفل عن ذلك الرجل الذي ظهرت صورة عرضه بكدمات حزن لكنه نشر عبير تفائله للعابرين حوله شعر بسعادة تغمره فأراد نشرها لغيره علها تسعده.
في لحظة إدراك مني لما اقرأه توقفت عند إنارة الشارع لأسند ظهري عليها قليلاً ثم اكمل تأملي.
فوجدت هناك من يهمس ويزيل عبارات الفرح بنظرته وتشاؤمه كلما وجد قلباً سعيداً متفائلاً كسر فرحته.
إلى متى والسعادة شبح مخيف للبعض ليس لهم بل لغيرهم لايريدون أن يروا أحد يتفائل أو يبتسم فبعد أن كان ذلك في لحظة سعيدة أصبح يغلق أنواره وشبابيك أماله ليعيش في بؤسه وألمه.
الصحة سعادة العافية سعادة قوت يومك وأولادك سعادة منزلك الذي تسكنه سعادة
الستر وراحة البال سعادة تخرج وتعود بسلامة سعادة لم يطرق أحد بابك لأمرٍ عظيم سعادة.
نحن لانطمح في حياةٍ سقفها من الزجاج وممر عبور وصولها من الذهب نريد فقط حياة طبيعية لأنها أيضاً سعادة تملئنا قناعة بأن الله عزوجل هو المعطي والرازق فما هو خير لك سيأتيك وما كان شر لك سيصرفه عنك.

عزيزي المتشائم:
قال الله عزوجل ”
ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا”
الضنك:الضيقة
إن كنت تحمل نظارة سوداء لترى الحياة بسوداوية وتعيشها فكراً وإيماناً فدع الخلق يعيشون كما يحبون يتفائلون مثلما يريدون فلا يوجد أحد في هذا الكون لايخلو قلبه من الهم والألم ولكنه يتحمل ويستمر وهناك من يذبل وينهار ومع ذلك لم ييأس مازال واثقاً بأن النور سيشرق في زوايا روحه بيقينه بخالقه.

عزيزي أنت:
لسنا مفوضين بتحملك وتحمل ضنك معيشتك.
فالحياة حياتك أنت عشها كما تحب أن تكون وفي ضمن دائرتك حبذا لاتخرج منها حتى لاتنشر بؤسك وتهكمك.

رسالة:
الله عزوجل يحب المتفائلين ويعطيهم على تفاؤلهم لأنهم وبكل بساطة يحسنون الظن به وبقدرته فلما لا نكون منهم؟

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com