راحة البال ..

بقلم الكاتبة / فلوة العائض

عندما نريد أن نعبر عما بداخلنا فإننا نسكب تلك الأنهار من الكلمات على أرضٍ جافة لترتوي منا دون إلتزام بأصول النحو وفاصلة التعداد ووضع نقطة النهاية لأننا نريد أن نشعر براحة البال.
وفي الجانب الآخر من راحة البال نجد ذلك الشيخ الكبير تخطو خطواته نحو المسجد ترافقه إليه عصاه الشبه ميتة فالزمن قد دّون عليها قصة حياته وتجاعيد عمره وزمنه.
ولو تأملنا محياه نجده نور وابتسامة وحرص شديد على الصلاة فهي ملاذه الآمن وسعادته.
وهناك عند منحنى الشارع نجد تلك المرأة تُجهز مصدر رزقها وهي تردد
(اللهم ارزقني الرزق الحلال)واضعة أمامها طاولة عليها قوت سعادتها.
والجميل فيها بأنها عندما ترى المقبلين عليها للشراء تهديهم أولاً من حديثها ممايجعلهم يدعون لها والثناء على صنعها.
رغم حرارة الشمس وطول مدة بقائها تحتها يكسو عيناها الأمل وراحة البال.

ماذا عنك أن تجد راحة بالك؟

في خطبة الجمعة لهذا اليوم تحدث فضيلة الشيخ سعود الشريم عن(راحة البال) وأين سنجدها؟
بعض مما ورد في الخطبة…..
إن الحياة تقلب وتداول تحمل في طياتها أفراحاً وأتراحاً وضحك وبكاء وكدر وصفاء من سره زمنٌ ساءهُ زمن آخر.
فمنغصاتها كثيرة ونفس المرء تحوم بها في كل إتجاه زوابع الكدر والهموم والغموم ومثل هذا التراكم كفيلٌ بغياب راحة البال عن المرء.
فأعظم النعم(راحة البال)فمن ذاقها في حياته فكأنهُ ملك كل شيء ومن فقدها فكأنه لم يملك شيء.

كانت الخطبة بمثابة درس لمن يفقد راحة باله
وموعظة لمن سخط من أمر ربه.
وقد استند في خطبته على
“والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم”.

يتجلى لنا من الخطبة على أهمية(راحة البال)
وأنها نعمة عظيمة تستحق ثناء وشكر الله عليها لأجل دوامها.
فراحة البال ليست محصورة على شخص دون الآخر أو على غني أو فقير.
راحة البال هي أشبه بماءٍ بارد في لحظة إرتواء
راحة البال هي أن تكون حياتك خالية من أشواكٍ زرعتها بحياة غيرك.
راحة البال أن تكون مخموم القلب(نقي القلب من الغل والحسد).
راحة البال أن تضع يديك تحت أقدام والديك سائلاً رضاهما والعيش بأمان دعائهما.

كم عمرك الآن؟؟
هل وقفت مع نفسك
وسألتها هل هي مرتاحة أم لا ؟

الأيام تهرول سريعاً بنا ونحن لانلتفت خلفنا نريد الوصول إلى نهاية سعينا،ليس عيبٌ فعلنا ولكن ماذا بعد ذلك والروح تئن تطلب راحة تُجدد الحياة فيها.

رسالة:
هل سنعيد ترتيب أولويات حياتنا ونجعل
(راحة البال) أهمها وفي طريقٍ مُزهر برضا خالقها؟.

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com