الحب

بقلم الكاتبة / فلوة العائض

تحت سماء ملبدة بالغيوم
سقطت قطرات ندية للإلهام.
في إحدى اللقاءات لكاتبة مشهورة بقوافي نهايات سطورها كان من إحدى الأسئلة التي سُؤلت لها:
ماذا يعني لكِ الحب؟
لم تُطيل كثيراً في التفكير أو أنها بقيت تحت ظل شجرة علّها في الإجابة تستخير.
كانت إجابتها واحدة لم ترافقها كلمة من ابنة الجيران أو سائل ود على الطريق صفعهُ الخذلان.
(الحب خيال وليس حقيقة).

أجزم بأن إجابتها بُنيت على ماسمعته وقرأته وأيضاً المجتمع الذي قد عاشه من قبلها وورث لمن بعده فكره وتجربته وقدمه لها.
دعونا نتوسع قليلاً في الحديث عن الحب قديماً
وكيف كان ينظر إليه .
ينظر إلى أنه اكتمال أحبها ساكتمل وتكتمل بي جعلوا للحبِ قدسية لاتلوثها أفكار غربان أو وساوس شيطان.
ضرب لنا الزمن في صفحاته قصص عديدة عن الحب وإلى اليوم مازلنا نحتفظ بتفاصيلها ونكرر قراءتها.
الحب عُرف ومازال يراه البعض في دائرة ضيقة أنه(رجل وامرأة) ونهايته ارتباط وإن لم يكن يكون هناك صندوق تحتفظ فيه الذكريات والعهود.

عزيزي القارىء:
مازلتُ متواجدة هناك في ذلك الزمن النقي مهما تبادلوا الأحاديث والوعود هناك حدود لاتتعدى إلى الدول المجاورة بل يظلون في بلدانهم مخلصين.
ماذا عنك أنت يامن تتباهى اليوم بعلاقاتك الكثيرة باسم(الحب) تتسلل إلى حياتهن وتمتلك رقة أحاسيسهن ثم…..
هل ترى من المناسب أن اكمل؟
أو تود من الإجابة سريعاً أن ترحل؟
لماذا أصبح الحب مبتذل عند البعض لماذا أصبحت المشاعر كسلعة من يدفع أكثر يحصل عليها ومن لم يستطع الحصول عليها أعلن هو إفلاسها.

لماذا أصبح البعض وإن كان(متزوج) يسعى إلى تعدد العلاقات متيقناً بقرب النهايات وذلك لأجل أن يفرغ مابداخله في اتصال أو لقاء وتنتهي ليس بعدم تكرارها بل لتجديدها بأخريات.
لماذا وصل الحال إلى أن يصل بالبعض أن مايقوم به حلال من وجهة نظرة ولاينقص من رجولته؟
ولو سألناه عن البدايات لاختصرها في:
مرحبا..
أنا معجب بك بل أنا أحبك
ثم بلوك والنسيان بأخرى.

الحب أطهر من أحاديثٍ مزيفة خالية من الصدق والشعور .
الحب نبض حي يدوم بالاهتمام والعطاء وليس ببضعة سطور.

الأب يحب ابنائه هذا حب
الزوجة تحب زوجها هذا حب
الابنة تحب أبيها هذا حب
الأم تحرص على ابنها هذا حب
الصديق يضحي لأجل صديقه هذا حب
المعلم يسهر لأجل طلابه هذا حب
الدكتور يحرص على نجاح عملية مريضه هذا حب.
المذيع يجمع أخبار موضوعه لتقديمه للمشاهد هذا حب.
العلاقات الإيجابية بين الكثير ومازالت مستمرة بود واحترام هذا حب.

الحياة بشمسها وقمرها بليلها ونهارها نعيشها كل يوم بحلوها ومرها هذا حب.

الحب فضاء واسع جداً من ينظر إليه يخشى الوقوع ولكن تنقذه خطوات نقية وصادقة تخلو من قلبٍ موجوع.

الحب الطاهر له خير وبركة على الأرض والبشر جميعاً فلولا وجوده لم تعود الحياة من جديد إلى القلوب.

رسالة:
الأيام دولٌ فما تقدمه اليوم يُقدم لك غداً فأحذر واحرص على ماتقدم حتى لايكون الضحية ممن هم كعينيك فتندم.

شاهد أيضاً

مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة من يستغلها للإساءة سهلة وفق الأنظمة

عبدالله سعيد الغامدي. في وقتنا الحاضر ومع تنوع منصات التواصل الاجتماعي كثر من يقومون بعمل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com