كتبه / عيسى آل هادي العسيري
قبل فترة ليست بالطويلة كان جلّ الحديث عن يوم انطلاقة إجازة الصيف ، والذي وافق بداية إجازة المعلمين والطلاب في وطننا الغالي المملكة العربية السعودية؛ التي امتدت ما يقارب الشهرين ، وكنّا نذكر في أطراف حديثنا جهود هؤلاء الأبطال وفرسانهم، وماحققوه من نجاحات وما بذلوه من جهد على مدى عام كامل، كان النجاح عنوانه، حتى أتى موعد راحتهم واستعادة نشاطهم من خلال الإجازة التي قضى المعنيون بها أوقاتًا؛ أدعو الله وأرجوه أن تكون ماتعة مليئة بالأفراح متنوعة بين سفر واستجمام وصلة أرحام وتأدية ركن إسلام لمن يسر له حج بيت الله الحرام، وفرحة عيد أضحى يتكرر كل عام، فتختلف التوجهات وتتفق في كونها أوقاتا سعيدة يبقى لها الكثير من الذكريات على مدى الأيام.
الآن وبعد انقضاء هذه الإجازة فقد حان موعد العودة و( العالم ينتظرك)، ليلتقي القادة والفرسان، فلا غنى للقائد عن فرسانه والعكس صحيح .
غدًا الأحد -بمشيئة الله-سينزل المعلمون إلى ميادين العلم والمعرفة في هذا الوطن الشامخ، بعد أن شحذوا الهمم، واستعادوا نشاطهم، بإجازة هي أشبه باستراحة محارب،ليكونوا في كامل التهيئة لبداية العمل ؛ بعد أن وضعت ورسمت الخطط ، وسط الميادين التي قد شملها التجهيز والتجديد والتحديث من قبل إدارات التعليم في المملكة ،وذلك وفق توجيهات مقام وزارة التعليم التي دأبت كل عام على توفير جميع متطلبات (المعلم والمتعلم)، والوقوف على صلاحية المباني التعليمية وجاهزيتها من خلال لجان مشكلة كلفت بهذا الخصوص، فلها الشكر والتقدير على هذا الاهتمام الملحوظ وغير المستغرب.
إذًا سيعود القادة المعلمون ليجدوا كل شيء على أتم وجه من الجاهزية، وما عليهم سوى أن يمتطوا جياد العز بالعلم والمعرفة وينشروها بين فرسانهم معلنين بداية عام جديد مليء بالجد والاجتهاد والمثابرة والتفاني، وعلى وعد عام قادم متجدد بفرحة ترتسم في نهايته بإذن الله.
ومن منطلق أهمية البدايات في كل شيء وجب علينا تجاه بناة المستقبل في هذه الفترة أن نحييّ عودتهم، ونحسن استقبالهم، وذلك من خلال غرس حب القدوم والإقدام في نفوسهم تجاه طلب العلم والتعلم سواء على مستوى طلابنا أثناء اللقاء بهم نحن كمعلمين أو أبنائنا الطلاب في بيوتنا ووسط مجتمعنا وترغيبهم نحوه كون الرغبة هي أحد عناصر تحقيق النجاح؛وإرشادهم إلى أهمية طلب العلم لمستقبلهم، متفهمين ومسلمين بالمسؤولية التي يتحملها المنزل قبل المدرسة، وأن كلاهما مكمل للآخر.
فالمنزل له دور كبير في تهيئة الطالب من خلال الأسرة والبيئة التي يعيش وسطها، وذلك بخلق الجو التعليمي المناسب له، ومساعدته أثناء الدراسة بكل ما يعود عليه بالنفع والفائدة، وفي الجانب الآخر يأتي دور المعلم القائد، والذي لايقل أهمية عن دور الأسرة كاملة المتمثل في البداية التشجيعية للطالب منذ اللقاء الأول، وتحفيزه بجميع الطرق التربوية التي من دورها خلق بيئة مدرسية جاذبة غير منفرة، فنحن كتربويين على يقين تام بأنه كلما كانت البيئة التعليمية للطالب محببة إليه كلما كان الطالب أكثر اجتهادًا وقابلية للتحصيل العلمي والمعرفي، وبالتالي نجاحه وتفوقه المستمر بعون الله.
لفتة:
المعلم والطالب كلاهما يرتبط بالآخر فعلى الطالب أن يعي بأن المعلم ما وجد إلا لتربيته وتعليمه ليصنع منه عنصر بناء ونفع لوطنه، لا عنصر هدم وعالة عليه، وعلى المعلم أن يستشعر أهمية دوره وشرف مهنته من حيث الأمانة التي يحملها تجاه أبناء المسلمين، وأنه شريك رئيس في بناء أمته ووطنه.
وصدق الشاعر حين قال:
إذا ما أقام العلم راية أمة
فليس لها حتى القيامة ناكس