بقلم / سميه محمد
رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم من أشجع الناس و أقدرهم على القتال أضافة إلى خططه الحربيه و تكتيكه العسكري الذي أبهر العالم فألفت فيه الكتب ومنهم من غير المسلمين الذين تعجبوا من عقليته التي تخطط ولا تنفرد بالتخطيط بل تشاور و تسمع الآراء وأضدادها ثم يختار مايناسب ، ويحسب لكل شيء حسابه حتى يتفادى الجميع الضرر على أقل تقدير ..
أول مشاركة للرسول صلى الله عليه وسلم في معركة هي معركة الفجار و عمره خمسة عشر سنة و كانت مهمته تقتضي ان يناول عمومته السهام ..
بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أمر المسلمين بالقتال قاد الرسول تسعة و عشرين غزوة مع الصحابة وكان صلى الله عليه وسلم يسمى بصاحب السيف له تسعة سيوف منهم .
* سيف يؤثره الرسول ولا يعطيه لأحد وهو سيف ( المؤثر )لأبيه عبدلله ورثه منه مكتوب عليه اسم عبدلله و له مقبض كما الثعبان و هذا دليل على قوته و أهميته وفي زواج ابنته فاطمة من علي أشهره فرحاً وهو ملازم له في السلم و الحرب ..
* سيف كان يعطيه للأنصار و هو ( العضب او العضيب ) .
وقد أعطاه لأبي دجانه قبل معركة أحد فلما أخذه ذهب و عصب رأسه بعصابة حمراء فقالت الأنصار :
لبس أبو دجانة عصابة الموت
في معركة أحد اخذ ابو دجانة يضرب بالسيف حتى قتل خلق كثير ثم أتجه إلى حامل الراية فلما وجدها هند بنت عتبة عاد أدراجه . و قد حملت هند الراية بعدما قتل ثلاثة ممن حملوها قبلها .
فلما سئل لماذا لم تقتلها ؟
قال ابودجانه :
كرهت ان أضرب امرأة و ان أضربها بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
* سيف كان يعطيه للمهاجرين و هو ( ذو الفقار ) سمي بذلك لأنه به علامات تشبه العمودالفقري ..
في معركة الخندق عندما أقترب خلف الخندق عمروا ابن ود هو أشجع العرب ومن أقوى الفرسان
وهو يقول :
هل من مبارز ؟!
فقال علي بن أبي طالب :
أنا يارسول الله
فقال الرسول :
انه عمروا ابن ود
فقال علي :
و ان كان
فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم شجاعته أعطاه سيف ( ذي الفقار ) ، وألبسه درعه ، و عمامته السحاب .
فخرج يمشي و كان عمروا ابن ود على الفرس فأراد علي ان ينزل من على الفرس فرفض فضرب علي فخذ عمروا ابن ود بعرض السيف أهانة له فغضب فنزل من على فرسه فقتلها دليل على أنه لن يتراجع عن القتال قاتلاً كان أو مقتولا فأشتبكا هما الأثنان حتى ثار الغبار عليهما فلم يستطع أحد ان يرى قتالهم فضرب عمروا ابن ود رأس علي بالترس فأصابه فخرج منه الدم ثم ضربه علي بالسيف في عنقه فسقط قتيلاً فأخذ المسلمين الجثة
فقال كفار قريش :
أعطونا الجثة و ندفع لكم
فأعطاهم أيها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول :
لا نأخذ المال على الموتى .
ومن يقتل على يد علي بن أبي طالب فإن ذلك سلوى لعائلته فلا يعيروا ولا يطالبون بالثأر لشجاعته التي لا مثيل لها ولما لا وقد تربى على يد الرسول صلى الله عليه وسلم ودربه هو بنفسه على القتال .
قالت أخت عمروا ابن ود
ولو كان قاتل عمروا غير قاتله بكيت أبداً مادمت في الأبد
ولكن قاتله لا نظير له وكان يدعى أبوه بيضة البلد .
أيضاً أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم سيف ( ذي الفقار ) لعلي مرة آخرى في معركة خيبر و قاتل مرحب اليهودي حتى قتله
خرج مرحب و هو يزدجر و يتحدى وهو يقول :
قد علمت خيبر اني مرحب مشاكس السلاح بطل مجرب .
فخرج له علي بن أبي طالب وقال :
أنا من سمتني أمي حيدرة
كليث غابات كريه المنظرة
فضربه بالسيف فقتله .
فخرج ياسر اخو مرحب فخرج له الزبير بن العوام فقتله .
وكان مرحب وياسر من أشجع اليهود .
غنم منهم الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة سيوف( * البتار * الحتف * قلعي )
* قلعي : من أشهر السيوف في ذلك الوقت و قد صنع في قلعة في الهند .
* البتار : هو السيف الذي قتل به داود جالوت توارثه اليهود جيل بعد جيل و هو نفسه الذي سيقتل به عيسى عليه السلام المسيح الدجال والله أعلم ..
قبل غزوة بدر وصل الصحابة إلى بئر بدر يراقبون فرأوا شاب أسمر يسقي لقريش فسألوه :
كم عدد المشركين
فقال : والله كثير شديد بأسهم
فأعتقد الصحابة ان هذالشاب يريد تخويفهم فأخذوه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله الرسول
فقال : يا محمد عدد كبير
فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم :
كم يذبحون من الإبل في اليوم
فقال الشاب :
في اليوم عشرة من الإبل
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
هم حينئذ ألف
وهم كذلك بالفعل ذكاء من الرسول صلى الله عليه وسلم ..
قبل معركة أحد أستشار الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة هل يبقون في المدينة او يخرجون ؟!
فقال أبن أبي سلول رأس المنافقين :
ان خرجنا من المدينة هزمنا فلنبقى في المدينة فنحن أعلم بها ،
فعارضه حمزة بن أبي طالب قائلاً :
لا يارسول الله سيقولون أننا خشيناهم لذلك لم نخرج لهم
فقال الرسول :
نخرج
فلما دخل إلى بيته يستعد
قال الصحابة :
أكرهنا الرسول على شيء لايريده فذهبوا إليه و قالوا :
نحن معك يارسول الله ان أردت البقاء او الخروج
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ماكان لنبي ان يلبس لامة الحرب ثم يخلعها حتى يفصل الله بينه و بين عدوه ..
كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أشجع الناس فإن كان في المعركة لا يتزحزح اي لا يتأخر بكامل جسمه او يؤخر قدمه بل يتقدم . حتى في معركة حنين عندما تراجع المسلمين تقدم و هو على بغلته يريد أن يقاتل وبلال وعمه العباس يمسكان بحبل البغله وهو يقول :
أنا محمد لا كذب ..
في معركة أحد اخذ يرمي بالقوس حتى أنقطع فقال لعكاشة :
اربطه
فربطه فأخذ يرمي به حتى كسر
أختفى الرسول والمعركة على أشدها فبحث عنه علي بن أبي طالب حتى رأه يقاتل في وسط المشركين ..
رسول الله القدوة التي يفخر بها العالم مسلمين و غير مسلمين لأن كل من يعرف سيرته يعرف الحق ينهل منها المبادىء و يتعلم منها الأخلاق و يحب لنفسه مايحب لغيره ويكفي أن نقول كما قالت عائشه رضي الله عنها :
كان خلقه القرآن
اللهم صلي وسلم على أشرف الأنبياء و المرسلين شفيعنا يوم الدين عليه و على آله وصحبه أجمعين ….