بقلم / فلوة العائض
لكل شروق شمس نور يسطع على عينيك لأرى فيها أملي فيك فكل يوم يمضي من عمرك فرح وسعادة أقطف ثمارها من ثغر ابتسامتك.
صغيري قاربت الساعة على العاشرة
هل تستعد للنومِ فغداً سيكون جميل؟
أغلقت تلك الليلة ستارتها بدفء حضنها وبراءته قربها.
كأي أم تُجهز أدوات فرحها بابنها الصغير وتمسك بيده لتعبر بهِ طريق الأمان.
كأي أم تحمل حلمها به علها تراه يكرم أمامها.
كأي أم تخشى عليه من خدش يصيب قلبه قبل قدمه.
كأي أم تسعد بسعادته وتتألم لألمه.
عندما نزرع في تربة صالحة للزراعة فإننا ننتظر نمو بذورها خلف شباك الأمل وبأننا سنروي مابداخلنا منها وإن طالت مدة انتظارها فنحن زرعناها واسقيناها وسنكون مظلة تحميها من حرارة الشمس أو رياح عابرة.
فكيف لو كان(الابن) هو من تنتظره تلك الأم لتقطف أمانيها المُزهرة منه.
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي نبأ خبر إصابة الطفل(أسامة) وحادثة الاعتداء التي قام بها زميلٌ لهُ في الفصل الذي يدعى ب(عريف الفصل)
إنه من المؤلم حقاً لتلك الأم أن يخرج من بين يديها سالماً ليعود إليها مصاباً.
نحن نؤمن بالقدر وأن مايصيبنا مكتوب لنا.
قليلاً من التأمل (لواقعة الطفل) من جميع الجهات هل سنجد ثغرة كانت السبب في حدوث ذلك له.
تكتظ مدارسنا بالعديد من الطلاب وفي الفصل الواحد الكثير من البيئات المختلفة وكما أن الأعداد في تزايد يقابلها عدد محدود من الإداريين والمعلمين وهم في هرولة مع الساعةِ والزمن.
قبل العشرات والعشرات السنين ظُلمت من إحدى الزميلات التي وضعتها المعلمة
(عريفة الفصل) كنتُ هادئة وملتزمة بالصمت فقبل دخول المعلمة صرخت إحداهن فعندما سألت(العريفة) من قام بإصدار الصوت فقالت(فلوة) حينها أصبت بصدمة في تلك اللحظة ولم استطع الكلام لأن(العريفة)زميلتي والأمر الثاني العقاب الذي تلقيته في ذلك اليوم.
هذا الموقف ظل عالقاً بذاكرتي لأثرهِ العميق فيني .
فما بالنا بما يحدث اليوم من(عريف الفصل).
فلنأخذ الموضوع من زاوية أخرى:
_لماذا أصبح لدى بعض الطلاب التعبير الوحيد لديهم(العنف).
_لماذا أصبحت المرحلة الابتدائية النقطة الأولى للعنف.
_لماذا أصبحت الأيادي هي الحل الوحيد لدى البعض في فرض سيطرته على الموضوع بأكمله.
حقيقةً أصبحن نخشى من نشوء جيل لاينصت للنصيحة ولايتوقف عند إشارة(STOP).
قبل عشرات السنيين كانت المرحلة الابتدائية مرحلة البذور في الزرع ويُنتظر نموها لقطف جمال ثمارها.
هل أصبحت التقنية وتلك الألعاب سبب فيما يحدث لعدوانية الأطفال؟
فلم يقتصر دور (عريف الفصل) على تسجيل عدة أسماء بل تعدى إلى أن يتمسك برأيهِ ويحزم الأمر.
رسالة..
دقائق وسأعود..
عزيزي المعلم قد تضعك تلك الكلمتين في مواجهة مصير من هم تحت يديك فمن الأولى إلغاء فكرة وجود من يحل مكانك.