عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم / سميه محمد
أهتم الناس بتفسير الأحلام حتى في الأمم البدائية القديمة لأنهم عرفوا أن في هذه الأحلام شيء غامض يدل على أنه سيحدث أمر وبالتأكيد هو يحتاج إلى تفسير يختص بتنبؤات المستقبل ..
ظلت فكرة تفسير الأحلام مسيطرة على صاحبها و ممن يهمهم أمره مثل ان يكون ملك لدولة
جيل بعد جيل حتى الوقت الحاضر التي تطورت بطرق كثيرة ..
ان كان هناك مفسر أحلام يستطيع تفسير الحلم على حقيقته بشكل صحيح فهو لديه دون شك موهبة من عند الله تعالى .
هناك أحلام بالفعل تحتاج إلى تفسير فتكون مثل اللغز لابد من فك طلاسمه ، و قرائة رموزه ، و حل شفراته مع غموضه ..
من أشهر مفسرين الأحلام يوسف عليه السلام وقد ذكر في القرآن الكريم في سورة يوسف ..
قال تعالى :
(( إذ قال يوسف لأبيه يأبت إني رأيت أحدعشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين .
فال يابني لا تقصص رئياك على أخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان
عدو مبين . ))
حلم بهذا الحلم و هو صغير أنه رأى أحدعشر كوكب ، و قد طلب منه أبيه ان لايحكيه لأحد خاصة أخوته الذين سيحسدونه لأنه يتضح من هذا الحلم ان يوسف سيبلغ منزلة عظيمة ..
يوسف عليه السلام رأى الحلم و هو في عمر الثانية عشر سنة فأصبحت له مكانة عظيمة في مصر و ظل بعيداً عن أهله بعد فراق دام أربعين سنة و التقى بأهله و عمره أثنان و خمسون سنه ..
الفرق بين الحلم والرؤيا كبير فالحلم قد يكون أضغاث أحلام نتيجة تفكير في بعض الأمور التي تخص حياته ..
أما الرؤيا فحق يتحقق و لو بعد حين .
فقد رأت عائشة رضي الله عنها أن ثلاثة أقمار سقطت في حجرتها فقصت ذلك لأبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه و هو يعتبر من أشهر مفسرين الأحلام
فقال لها :
إن صدقت رؤياك سيدفن في حجرتك ثلاثة من خير البشر .
فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم و دفن
قال لها :
هذا أول أقمارك
ثم مات أبي بكر مفسر الحلم ثم مات عمر بن الخطاب و دفن الثلاثة في حجرة عائشة كما فسره لها أبيها الذي كان قمراً من ضمن الأقمار الثلاثة ..
أيضاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى في منامه أن ديك أحمر نقر رأسه مرتين فعندما
أستيقظ
قال :
ماأرى إلا أن أجلي قد أقترب
و فسرته أسماء بنت عميس له بأن رجلاً أعجمياً سيقتله و بالفعل أستشهد على يد ابو لؤلؤة المجوسي طعنه عدة طعنات بخنجر مسموم ..
قد يأتي الحلم برؤيا صادقة كبشرى خير أو كتحذير من أمر ما ، و قد تكون مجرد أضغاث أحلام لاتمت للحقيقة و الواقع بأية صلة لذلك ليس على أي أحد ان يتعلق بتفسير حلم لأنه سيعيش في توتر ، و قلق دائم و تفسيره في علم الغيب ..
في الوقت الحاضر لايأمن أي شخص يقوم بالبحث عن تفسير لحلمه فيستغل بعض الدجالين تمسك الشخص بمحاولة أيجاد من يستطيع أن يفسر له حلمه لأخذ المال بحجة رؤية المستقبل و ان كنت ستعرف مستقبلك فستحمي نفسك من الخطر ..
قال تعالى :
(( قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ))
و قد قيل :
( كذب المنجمون ولو صدقوا ) ..
أبضاً هناك من يلجأ للسحر و تعويذات الجن من أجل تفسير حلم قد لا يكون له أساس من الحقيقية و قد يقودهم ذلك إلى الشرك
و الكفر ..
أضافة إلى الذين يلجأون إلى علم الأبراج على أن صفاتهم وحظهم مرتبط بذلك البرج ليتنبئون بالغيب و يرون مستقبلهم فتمشي حياته او تتوقف على حسب مايتنبأ له هذا البرج فمثلا ان كان تاجر فتنبأ له برجه اليوم ان لا تقوم بصفقة ما ستكون عليك خسارة فيلغي جميع صفقاته لهذا اليوم ..
ان كان هناك شخص سيتزوج فيرى برجه أنه ينصحه بعدم الزواج من هذا الشريك لأن نجمه لا يوافق نجم الشريك فيترك الشريك ليبحث عن شريك آخر يتوافق مع نجمه ..
أستغل الكثير مسألة تفسير الحلم من غير ذمة أو ضمير وبعض الناس جعلوا مخلوق يتحكم في مصائرهم لدرجة أنهم ربطوا حياتهم بحلم فدمروا ، و أضاعوا ، و شتتوا ، و أحرقوا حياة كاملة من أجل لاشيء ..
لذلك من الواجب أن يتمسك الإنسان بتعاليم الإسلام ، و يداوم على ذكر الله فهو خير حصن له و طمأنينة لنفسه .
