بقلم / إبراهيم العسكري
كالعادة حضرت بالامس لصلاة الجمعة مبكرآ لاجد مكان مناسب في مقدم صفوف المصلين لنيل الراحة والطمأنينة.
حضر خطيب جامعنا الموفق بجامع التقوى بحي الخالدية بأبها في موعده لألقاء الخطبة وبدأ مستهلآ بحمد الله وشكره ان من علينا وعلى بلادنا بنعمة الدين والأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة وقيادة حكيمة وطمأنة نتمتع بها في ارجاء بلادنا الإسلامية ثم ركز الخطيب الموفق الذي يحظى في الغالب بقبول ويتمتع بخلق حسن وهدوء وبساطة واريحية وتواضع جم لم يشغله أثناء الخطبة تطاير شماغ محملة بالنشأ ولامعاودة تنسيق مشلح شفاف ولا غيره..!!
خطيبنا يملك اسلوب الواعظ المحب لمن حوله فيدخل في القلوب ليلقى اذان صاغية محبه من المصلين تتلهف لما يساندها على أعباء الدنيا فقد أحببنا صوته واستمتعنا بأسلوبه السهل الممتنع وحسن الألقاء والدعوة بالتي هي أحسن موضحآ انا خلقنا لعبادة الله وان الله وعدنا كمسلمين بالرحمة والعون والسداد والغفران في الدنيا وحين نلقاه فقد خلقنا نعبده ليرحمنا ويعفوا عنا ويكرم نزلنا ويلحقنا بعباده الصالحين في جنان الخلد..!!
خطيبنا يجيد اسلوب الحث بالاطايب وحسن الثواب والترغيب الى عبادة الله بالحق والوسطية وليس بأسلوب أهل الفضة والغلظة الذي كنا نلاحظه من بعض الائمة والخطبا المندفعين الذين لا يحسنون إلا تكرار الاعلام ان هناك نار حامية وعذاب شديد واودية مليئة بالنيران الهاوية وأنواع الوعيد وأن الله ذو عذاب شديد ولم يشيروا لنا انه غفور رحيم بعباده ارحم من الأم بضناها..!!
يتحدثون وكأنهم يرون من حولهم قد اعدوا وقودآ للنار وكأنهم وحدهم يملكون مفاتيح الجنة بحوزتهم هدانا الله واياهم فقد عثوا فينا بهتانآ غبيآ وافزعونا وارعبونا وجعلوا اسلوب التهديد والوعيد أكثر من أسلوب الرحمة والترغيب والتسديد والتقريب..!!
نعود لخطيب جامعنا الموفق الذي ركز على اهمية الحفاظ على الضروريات الخمس لنا كمسلمين وكمجتع عام وهي الدين.النفس، العقل، العرض، والمال.
ثم عرج على اهمية ارساء الإخاء وحسن الخلق مركزآ على جانب السلم المجتمعي والحفاظ على حرمة دم الإنسان اي كان مستشهدآ بادلة القرآن والسنة النبوية موضحآ ان السجون للأسف اصبحت مليئة بمن تعدى على المحرمات ممن قتل وندم حينما لا ينفع الندم وأصبح ينتظر أهل الفزعات متجاوزي حدود الديات أو القصاص..!!
ولكون خطينا معلمآ فقد أورد ضمن خطبته قصة حزينة لاحد طلابه اراقت دموع الكثير من المصلين حينما قال كنت اشرح لطلابي مضمون الآية الكريمة(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) واثنا الشرح إذا باستاذنا وخطيبنا يرى احد طلابه يتمعر ويتأثر امامهم مماجعله ينقل الحديث لمجال آخر مراعيآ ذلك الطالب الذي أدرك استاذه انه ربما يعاني قهرآ أو ظلمآ..!!
ثم يضيف بقوله استدعيت لاحقآ الطالب وسألته عن الأسباب فقال: يا استاذ ابي يقبع في السجن منذ أثني عشر عامآ بسبب قتله لأخيه بالمسحاة من أجل شعيبة ماء اختلفا عليها فأصبح ابي في السجن وعمي في القبر وانا واخوتي وامي نعيش القهر بأنواعه وابي يموت يوميآ في صحوه ومنامه وأبناء عمي المقتول يعيشون القهر حينما تيتموا وترملت امهم وزاد همنا وهمهم فيرونا اعداءآ دون ذنب اقترفناه..!!
يضيف محدثنا الخطيب لحظة القتل يدخل فيها الشيطان وتسويل النفس ثم يندم القاتل حينما لا ينفع الندم ولا التحسر ولا يمكن استعادة الأحداث..!!
عرج خطيبنا رعاه الله على أهمية ضبط النفس وترك ما يدعوا اليه الجهلة والقتلة من أهل التعصب وحمية الجاهلية وأهل الشيلات التي تدعوا للعراك والهلاك..!!
وقد أشار خطيب جمعتنا لمن يخوض سيول الاوديه بسياراتهم وباسرهم ومن يقود سيارته بسرعة الجنون وأهل التفحيط والمغامرات انهم يعدون من القتلة مع سبق الإصرار.
هنا اقول في خضم الصراعات والعولمة والتقنيات ما أشد حاجتنا لمثل هذا الخطيب القدوة المعتدل القدير على إيصال الفكر الناضج والتربية الحسنة للمجتمع بالتي هي أحسن.
يعلم الله لا أعرفه شخصيآ ولا اعرف حتى اسمه ولكن اعرف طلته على المنبر ودعوته وتوجيهه كما أشرنا اعلاه الأمر الذي دعاني إلى الاتجاه له في محرابه بقصد مقابلته بعد الصلاة مباشرة لأقبل راسه رغم انه يصغرني سنآ وشكرت له حسن خلقه وبساطته ونهجه واسلوبة وتناوله لتلك الخطبة العصما فقد أدركت تأثر أغلب المصلين معي ايجابآ واحببت مشاركة من استطاع قراءة هذا المقال بما سمعنا وهذا قليل مما تمكنت من حفظه من تلك الخطبة المؤثرة لعل الله ينفعنا جميعآ ويرحمنا.