كنت بين الناس وفي زحمة السوق، على غير عادتي، مساء ما قبل البارحة، عندما شاع الخبر أن ولي الأمر اختار معالي الدكتور عبدالله الربيعة مستشارا له، وأعفاه من وزارة الصحة.
نبض الجمهور الكثيف من حولي في استطلاعي العشوائي يشير إلى حب شخصي جارف لتاريخ وسيرة معالي الدكتور الطبيب، وفي المقابل ذات المشاعر والشعور فيما لمست أنهم يربؤون له وبتاريخه أن يكون تحت المحك كمسؤول تنفيذي. أحدهم يقول لي بالحرف: كنت أتمنى له “نوبل” لا وزارة الصحة.
شعرت بين الناس ما قبل البارحة أن الجمهور متعطش للتجديد والتغيير، بغض النظر عن سيرة الأسماء وكثافة أوراق السير الذاتية. شعرت أن الجمهور موقن تماما أن “كورونا” لن يرحل من البلد بعد صدور هذا القرار السيادي، ومدرك أن كل بقية الخدمات الأخرى في تفاصيل وتقاطعات حياته اليومية، لن تمسح عثراتها قرارات جوهرية من هذا القبيل. الجمهور الواسع نفسه يعرف أن فيروس “السارس” ابتدأ من كندا، وأن أنفلونزا الخنازير ضرب في عمق أوروبا الغربية، مثلما كان أنفلونزا الطيور يضرب بمنقاره في قلب نمور آسيا الشرقية.
ولادة الفيروس وحجم انتشاره لا علاقة له بقوة اقتصاد المجتمع، ولا بكفاءة منظومته الصحية، وهذه حقيقة بدهية مبرهنة. وعندما تحدث أول بحث عن علاقة الإبل بفيروس “كورونا” ثارت ردة فعل الناس تضامنا مع الإبل والذود عن المزاين، ثم انتهت ذات ردة الفعل إلى الرغبة في إقالة وزير تقول عنه مجلة “Midical review” إنه سادس جراح على مستوى الأرض في تخصصه الطبي.
الربيعة هو أول فرد سعودي على الإطلاق يدخل بنا إلى قائمة الأفراد العشرة الأوائل في كل مجالات حياتنا المختلفة. ومع هذا سأكون أمينا صادقا في الكلمة، وفي نقل مشاعر الجمهور: نحن اليوم مع التغيير الجوهري الجذري في الإدارة التنفيذية؛ لأننا نشعر أن إدارة التنمية الصحية الوطنية قد فشلت في إدارة البدهي المتوقع، عطفا على إمكاناتنا الهائلة. الجمهور العريض سئم، والبلد ولاد معطاء به آلاف الكفاءات الشابة.
>