بقلم / سعيد بن عبدالله جفشر
في الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس 23 سبتمبر 1932م تم إعلان الأمر الملكي الكريم رقم (2716) الصادر في جمادى الأولى 1351هـ الموافق 18 سبتمبر 1932م، المتضمن موافقة الملك عبدالعزيز على تحويل اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية وأطلقت المدفعية (101) طلقة استبشاراً بهذا اليوم المجيد الذي يُعتبر انطلاقة لأعظم وحدة عربية قامت بها همة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – طيب الله ثراه – وأبناءه ورجاله وأبناء شعبه الذي أعطى الانتماء وصادق الولاء لقيادته الحكيمة الراشدة التي سعت لنشر الأمن والاستقرار ومحاربة الفقر والجهل والنهوض بالشعب وتعليمه وأمنه وصحته ورفاهيته بعد عقود من عدم الاستقرار وعدم الأمن والفقر وانتشار الجهل وكانت انطلاقة هذا الوطن لها جذورها التاريخية العميقة فتاريخ آل سعود منذ دولتهم الأولى وتأسيسها في عهد الإمام محمد بن سعود الموافق 30 جمادى الآخرة من عام 1135هـ/ 22 فبراير 1727م قد أقترن بالأمن ونشر العلم وحفظ الحقوق وإقامة العدل والمساواة ونصرة المظلوم و حسن الجوار ونشر المعرفة والاهتمام بالعلماء واستمرت هذه الرسالة العظيمة يحملها أئمة وأمراء وملوك آل سعود الكرام خلال مراحل دولتهم المباركة حتى بدأ الملك عبدالعزيز – رحمه الله – في استرجاع ملك آبائه وأجداده وتوحيد أجزاء البلاد ونبذ فرقتها والتي بدأت باستعادة عاصمة ملك آبائه وأجداده الرياض، والتي انطلق منها في 5 شوال 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م، وكان الملك عبدالعزيز قد اعتاد أن يُرسل مع جيوشه أثناء توحيد أجزاء بلاده قضاة وعلماء يعلمون الناس أمور دينهم ويدفع بأموال لإعانة المحتاجين والفقراء، وتذكر الوثائق التاريخية العديد من التوجيهات الكريمة في إرشاد الناس وتعليمهم والحرص على كل ما يحفظ الشعب والوطن
إن المعجزةالحقيقية في مسيرة توحيد المملكة العربية السعودية هو إلتفاف أبناء الشعب حاضرة وبادية في جميع مناطقهم وجهاتهم حول الملك عبدالعزيز ونصرته لا طمعاً في مال أو أعطيات أو مناصب ولكنها نابعة من إيمان بصدق مليكهم وحسن نيته في مشروعه الوحدوي الذي كان آذاناً لشمس الأمن والأمان والاستقرار السياسي، وإعلاناً لنهضة عظيمة في كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبزوغ لنور يشع على جزيرة العرب والتي رزخت لفترات طويلة من الزمن في بيئة عانت استباحة للأرواح والأموال، فكانت رؤية الملك عبدالعزيز لتوحيد الأرض والإنسان وجمعهم تحت راية واحدة وقيادة واحدة ودستور واحد يستمد قوته وتعاليمه من القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والنهوض بالوطن والمواطن في جميع مناحي الحياة حتى أصبح الملك عبدالعزيز أباً لكل السعوديين نفخر به وبمنجزاته الوحدوية ومواقفه التاريخية وإنجازاته التي تعتبر معجزة في القرن العشرين والمتمثلة في الوحدة الوطنية العربية السعودية التي تزعمها ونجح في إيجادها رغم ضعف الإمكانات المالية والعسكرية لكن كانت عقيدته و إيمانه وإلتفاف أبناء شعبه قاهر لكل الأعداء من الداخل والخارج
وخلفه أبناءه الملوك البررة الذي ساروا على منهجه مستلهمين أفعاله و خططه وتوالت إنجازاتهم وكانت الخطط الخمسية في جميع عهود ملوك المملكة العربية السعودية رحمهم الله خير شاهد على تلك المراحل التاريخية العريقة، حتى جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله- وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع – حفظه الله –، والذي تجددت الدولة السعودية وانطلقت انطلاقتها العظمى في محاربة الفساد والاهتمام بالتنمية البشرية وتنويع الموارد الاقتصادية والتطوير في التعليم و إدارة الأزمات الصحية و السياسة الخارجية وغيرها من المجالات التي يصعب على مقال في صحيفة التطرق بجميع هذه المنجزات العظيمة، والتي بفضل الله ثم بفضل ماتبذله القيادة العظيمة لهذا الوطن العظيم، جعلت جميع الأعمال التي أقيمت وتقام تسابق الزمن، وتتوالى الإنجازات في ظل توجيهاتهم الكريمة ودعمهم الغير محدود ليصبح النهوض بالوطن والمواطن من الأهداف الرئيسية للنهوض به نحو العالمية من خلال تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 التي نهضت بالبلاد في جميع مناحيها وكأن الزمن والتاريخ يعيد نفسه في رؤية الملك المؤسس الموحد في أعمال وأفعال وأقوال حفيده المجدد الحازم ذو العزم والهمة صاحب الرؤية المباركة سمو ولي العهد، والتي ونحن في ذكرى اليوم 92 للمملكة العربية السعودية ننظر إلى مستقبل مشرق بإذن الله لهذا الوطن العظيم بفضل الله ثم قادته الملهمين العظماء التي كانت أفعالهم تتحدث وجعلتنا مقدمة دول العالم دمت عزيزاً كريماً ياوطني في ظل قيادتك الرشيدة.