“اليد التي تهزّ المهد .. قادرة على هزّ العالم “

بقلم / صالحة القحطاني

هكذا وصف نابليون المرأة ، وقيل أيضاً:
”قد يحكم الملك المملكة ،لكنًّها الملكة هي التي تحرّك اللوحة.”
حينما خلق الله آدم خلق حواء لتكون معه وبه وليكمل بعضهم بعض، خلقهم من نفس واحدة في طبيعة تكوينها وان اختلفت وظيفة الذكر والأنثى، وجعلهما شطرين للنفس الواحدة، وأعطى كل منهما صفاته ومميزاته، وبما يتناسب مع دورة في الحياة.
خلق الله المرأة حرّة من كل قيد ،وجعلها شقيقة الرجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :(النساء شقائق الرجال) وأتى الأسلام وانتشل المرأة من الظلم والجور ومن وأد البنات أحياء في الجاهلية الأولى ،لقد أتى الإسلام وكرّمها،ورفع لها قدرها، وحفظ لها حقوقها، وساوى بينها وبين الرجل في أغلب الحقوق والواجبات ،وأعلى من مكانتها ،وأعطاها كامل الأهلية ومطلق الحرية لتعمل وتتعلم وتقول رأيها إيماناً برسالتها العظيمة ودورها السامي.
جاء الإسلام بتشريعاته السمحة وحررها ولكن ظلمتها التقاليد الفاسدة، والعادات البائدة ،والافكار الباطلة شرعاً، وقلّصت حدود خريطتها والتي لاتتجاوز حدود البيت و المطبخ !! 
فمنذ العصور السابقة والسنوات الماضية ظلّت المرأة السعودية تحت منظار وسطوة عادات المجتمع وتقاليد القبيلة والتي لاتمت للإسلام بصلة، ومما زاد الامر سوءاً خروج (تيار الصحوة سابقاً) والذي يعتبر المرأة مجرد جارية وخادمة ،وإضطهادها بتزويج القاصرات، وإجبارهن على الزواج، ومنعها من الميراث ،وسوء المعاملة وتعنيفها، و حرّم خروجها من المنزل للعمل أو التعليم، ومن قيادة السيارة، ولبس النقاب، وشدّد بالمنع من إستقلالها، لقد أغلقت الصحوة الباب تماماً في وجه المرأة السعودية ووأدتها أكثر من ذي قبل بل طمست هويتها ، ومن تتحدث منهن عن حقوقها تعامل بمنطق “النسوية” رغم أن مطالبات المرأة فقط بحقوقها الإنسانية والمدنية والتي كفلها لها ديننا الحنيف وتعاليمه السامية ،وهو ماجعلنا نتأخر كثيراً، لقد جثم على صدورنا حيناً من الزمن وألقى بظلاله السيئة لوقت طويل ،حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك (سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ) حفظه الله ورعاة ، وولي عهده الأمين الشاب الطموح الأمير (محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ) حفظه الله، وأولت القيادة الرشيدة الثقة بالمرأة السعودية وحظيت بإهتماماً كبيراً من خلال تعليمها، وتعزيز مكانتها، وتمكينها ،وجعلها ركناً رئيساً وهاماً، ورسم لها رؤية مستقبلية طموحة وواعدة ، وحظيت بالعديد من الإنجازات والقرارات التاريخية والتعديلات التي أسهمت من دور المرأة السعودية، بل دعمتها في تولّي مناصب قيادية ، ومنحتها إستقلاليتها وممارسة دورها الوظيفي في مختلف المجالات العلمية ،والعملية ،والإجتماعية، والأقتصادية، وأيضاً السياسية ،وظهرت جهود المملكة الملموسة في تعزيز دور المرأة في :
1/زيادة نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل 
2/منح السعوديات مناصب قيادية 
3/التحرر النسبي من قيود ولي الأمر 
4/تسهيل ترخيص المراكز الرياضية للنساء 
5/التصدّي للعنف الأسري 
6/المشروع نحو آفاق جديدة للعمل في الصيانة 
7/ السماح للمرأة بالقيادة وإصدار الرخص
8/أحقيّة الأم بإثبات حضانة أبنائها..
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية أثبتت المرأة إنها قادرة ،وأنها عُنصر ناجح وإيجابي وفعّال بالمجتمع، وشريك ثابت في نماء وبناء الوطن ..
لن تنسى المرأة السعودية المقولة الشهيرة لولي العهد الأمير (محمد بن سلمان ) حفظه الله حينما قال:(أنا أدعم السعودية ، ونصف السعودية من النساء، لذا أنا أدعم النساء) ولن تنسى كل إمرأة سعودية القائد الذي كان داعماً وممكّناً، وصانعاً للدور الحقيقي للمرأة ، وجعلها واجهة مشرفة لوطنهن في كل المحافل ،وكانت عنصر أساسي في صناعة مستقبل الرؤية المجيدة ، وقيادة دفة التطور والتنمية بما يسمو بهذا الوطن، وإستشعار مسؤليتها في بناء الصرح الحضاري، لقد أخرجت رؤية 2030 المرأة من ظلمات الصحوة وأجتثت أثارها السوداء ، وظلّت ولازالت داعمة لها ولقضاياها ، معتبرة أن المرأة جزء لا يتجزء من منظومة هذا الوطن والعمل بجانب أخينا الرجل لمصلحة وطن عظيم؛وصناعة مستقبل باهر ،لأنه بلاشك إذا نهضت المرأة نهض المجتمع، وأتيحت لها فرص واسعة ، وفتحت لها أُفُق جديدة وأدواراً هامة..
”من لايستطيع ان يحلم لايتفاوض معنا
‏لايأتي معنا 
‏ولايأتي لأبوابنا 
‏فقط : مرحباً بالحالمين الذين يريدون صناعة عالم جديد .
‏- محمد بن سلمان-
لكل نساء وطني المعوّل عليكن كثير، والآمال عليكن معقودة، تحلوا بالعزيمة والإصرار واصلوا تقدمكن ،وبناء الوطن بهمَّتكنّ وعطاءكنَّ اللآمتناهي ،وعلى كل إمرأة أن تكون على قدر عالي من العلم، وأن تتسلح بالمعرفة للخروج من ظلمات الجهل، والتخلّي عن الضعف الذي قيّدته بنا سلبيه العادات الجاهلية والتحجر القبلي، والنظرة القاصرة، والتصرفات الغير منطقية، تحت مسمى العادات والتقاليد والتي ما أنزل الله بها من سلطان وعثى عليها الزمن كثيراً، وأن تكون مستقلة برؤيتها الخاصة وتفكيرها وأن تسعى للرقي بذاتها ، ونافعة لمجتمعها، وساعية لخدمة وطنها، فالأنثى الحرّة لا تخضع لقيود وضعتها لها القبيلة ،ولتعلمن أن الضعف والبكاء لن يعيد حقوقكن وإنما تعيدها القوة ،فكنّ حالمات وابتعدن عن الجهل، فهذة الرؤية حاضنة وستظل حاضنة لكل إمرأة واعية ومثقفة وناجحة، ولتعلمن أنه أنتهى عصر شتاء المرأة وعصر الربيع قادم.. 
وللرجال اقول كونوا عوناً للمرأة ولا تستخفوا بقدراتها، ولاتحبّطوا من عزيمتها، ولاتثبطوا من همتها بالتحجّر القبلي ،والتقاليد الموضوعة قسراً، والتحرر من وطأة القيود وأفكار الصحوة ،ومن كل فكرة مشوهه أنجبتها رحم مشوهه ،والإيمان بدور المرأة حتى نصل لمرأة قوية فعلياً في مجتمع واعي ومتماشياً مع هذه الرؤية ، ولتدركوا أنه لن يتطور الوطن يوماً إذا لم تصبح المرأة شريكة الرجل في كل شي..!

فشكراً لقائد الرؤية وملهم الأمة…

شاهد أيضاً

غرور أنثى

بقلم الكاتبة /فاطمة محمد مبارك خلف أبواب الهوىَ ثنايا الروح سَكبت حروف عشقك شعراً ونثرا …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com