قبل الإنفصال 

بقلم / سميه محمد

تحدث مشاكل كثيرة بين الزوجين تتطور الأمور بينهما حتى تصل إلى الإنفصال أو الطلاق
وقد تكون الأسباب يمكن حلها ولا تستحق الإنفصال لأجلها لكن عناد و تهور الزوجين و عدم تفاهمهما في لحظات الغضب الذي بعده يكون الندم خاصة اذا كان هناك أطفال فهم الضحية في جميع الأحوال و المتضررين على الدوام ..
فهم لا يريدون إلا ان يروا أبيهم وأمهم معهم يجمعهم بيت واحد و مهما شرحت لهم أن هذا من أجل من مصلحة الجميع قد يقبلون بسياسة الأمر الواقع لكنهم لن يستوعبوا ذلك إلا إذا كبروا و نضجوا فكرياً ، و في معظم الحالات يتأثر الأطفال بأنفصال الأب و الأم و تظل كالعقدة تلازمهم حتى عندما يكبرون يتزوجون ، و ينجبون أطفال ،
فأما يعيشون حياة طبيعية مستقرين من ناحية الأسرة و العمل أو تكون حياتهم مجرد نسخة كربون من حياة أمهم و أبيهم ..
لذلك ان وجد الزوجين ثغرة يمكن أن تصلح بينهما فليستغلاها بقدر الإمكان ..
عليهما ان يتنازلان هما الأثنان الزواج مشاركة ليس فقط في ان تعيش حياة جميلة ، بل ستعيش الحياة بمرها و حلوها رباط مقدس يشده الاحترام مع الأمان أضافة إلى الثقة خاصة أن كان بينهما أطفال ..
من الجميل ان نرى كل من الأب و الأم مستعدان ان يتنازلان عن أمور قد تكون من حقوقهما من أجل فلذات أكبادهما ..
فأطفلهما قطعة منهما و ثمرة طيبة لزواجهما ، و هناك فعلاً أزواج تجدهم منفصلين فعلياً عن بعضهما و لكنهما مستمران تحت سقف واحد حتى لا ينهار على أطفالهم و هما راضيان بذلك ..
و عندما تتسأل عن حالهم و ان لهم حقوق وواجبات ،
يجيبونك أنهم عاشوا حياتهم و ما سيعيشونه هو تأمين لحياة أطفالهم ،
مع الحب الصادق تستمر الحياة …
الأب و الأم هما اللذان يحبان ان يروا أولادهما أفضل منهما في جميع النواحي .
لذلك أي واحد منهما مستعد ان يتنازل عن أشياء قد ترفع من مستواه في جهة معينة من أجل أن يوفر لأبنائه كل مايحتاجون إلية ..
قد يؤذي صحته وهو يكد ويعمل ، يضحي بأشياء ثمينة و قيمة ، قد يحصر عالمه في أسرته فلا يعرف غيرهم و لا يهتم إلا بهم ، قد يحرق وقته و يضيع سنين عمره و لكن كل ذلك بالنسبة له رسالة يجب أن يؤديها مع الحفاظ عليها ..
قد يتعرض الزوجان لمشاكل كثيرة يجبران على الإنفصال المشروط على أن يكون هناك سلام داخلي في الأطفال حتى لايتأثران بمشاهدة الصراخ و المناقشات الحادة بينهما ،
وإن لم يكن الأب والأم يهتمان بمصلحة أبنائهم و تربيتهم ، و توفير المال و تشجيعهم بالمعنويات ، و يدافعون عنهم بأرواحهم فعلى الدنيا السلام ..
ولا تعينوا الشيطان على أن يفرق بينكما ..
عن جابر رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سرياه إدناه منه منزله أعظمهم فتنه .
يجيء أحدهم فيقول :
فعلت كذا و كذا
فيقول إبليس :
ماصنعت شيئاً
ثم يجيء أحدهم فيقول :
ماتركته حتى فرقت بينه و بين أهله فيفرح و يقربه منه
و يقول :
نعم أنت ) .

شاهد أيضاً

غرور أنثى

بقلم الكاتبة /فاطمة محمد مبارك خلف أبواب الهوىَ ثنايا الروح سَكبت حروف عشقك شعراً ونثرا …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com