بقلم / سميه محمد
أجل و أفضل ثقة هي الثقة بالله تعالى فكلما قوي أيمانك تسمو روحك و ترتفع عن كل مايؤذيك أو يؤذي غيرك ستكون نيتك صافية و تهمين في قلبك سكينة تشعرك بالرضا و السعادة ..
و لا اجد مثال أجمل من ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله و هو في غار ثور مع أبي بكر الصديق حينما أختبئوا من المشركين أثناء هجرتهم إلى المدينة المنورة
قال تعالى :
سورة التوبة آية من ( ٣٩ : ٤٠ )
(( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني أثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبة لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها و جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمة الله هي العليا و الله عزيز حكيم ))
في السنة الحادية عشرة من البعثة في موسم الحج أسلم ستة من خزرج المدينة ( يثرب ) على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو يدعوهم للإسلام فلما عادوا إلى المدينة دعوا قومهم فخرجوا من المدينة أثناعشر رجلاً منهم الستة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعونه فكانت هذه هي بيعة العقبة الأولى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير ليعلمهم تعاليم الدين الإسلامي فكان مصعب بن عمير هو السفير الأول بعد بيعة العقبة الأولى ..
كل ذلك كان تمهيداً لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ..
و قد علمهم مصعب بن عمير كل ما يتعلق بالدين من صلاة وأوامر و نواهي و أهم شيء هو توحيد الله تعالى يعبد وحده لا شريك له .
أقام مصعب بن عمير في بيت أسعد بن زرارة ..
في العام الثالث عشر من البعثة أنتشرالاسلام في المدينة على يد مصعب بن عمير و نتج عنه ان توجه سبعين رجلاً و أمرئتين من الأنصار إلى مكة يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك هي بيعة العقبة الثانية و لقبهم رسول الله بحوارين محمد لأنهم ناصروه مثل حوارين عيسى عليه السلام ..
خافت قريش من انتشار الإسلام فأتفقوا على قتله فذهبوا إلى بيت الرسول يحاصرونه فخرج الرسول يمشي من بينهم لم يره أحد منهم فعندما أحسوا بأنفسهم دخلوا لقتل الرسول فوجدوا علي بن أبي طالب أول فدائي في الإسلام ..
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق مهاجران إلى المدينة و في الطريق أختبئوا في غار ثور .
نام رسول الله صلى الله عليه وسلم اما أبي بكر فكان خائفاً على رسول الله فكان يتفقد الكهف ان كان به جحور تعابين و عقارب فكلما وجد جحراً مزق من ثوبه وقام بسده حتى بقي جحر واحد ولم يكن بأستطاعته تمزيق قطعة أخرى من ثوبه فسد الجحر بأن أدخل قدمه فيه و كان في الجحر ثعبان فلدغ أبي بكر فأمسك أبوبكر نفسه حتى لا يصرخ و يوقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت دموعه من شدة الألم تنزل فأصابت وجه الرسول صلى الله عليه وسلم فأستيقظ فوجد أبي بكر على هذه الحالة فمسح على قدمه فتلاشى سم الثعبان من جسد أبي بكر و كأنه لم تلدغه ثعبان ..
جائت قريش تتبع الأثر حتى وصلت إلى الكهف فخاف أبي بكر و قال :
يارسول الله لو ان أحدا نظر تحت قدمه لرأنا
قال صلى الله عليه وسلم :
أسكت ياابي بكر مابالك بأثنين الله ثالثهما .
كان الرسول واثقاً من حماية الله له لذا كان مطمئن و متيقن أن الله لن يخذله و سينصره بالتأكيد ..
قريش بعدما رأت الحمامة راقدة في عشها على بيضها و عنكبوت قد نسجت شبكاً لها
وسط فتحة الكهف قالوا :
مستحيل ان يدخل محمد مع صاحبه إلى هذا الكهف الضيق الذي يحرسانه حمامة و عنكبوت فرجعوا إلى مكة و أكمل الرسول صلى الله عليه وسلم رحلته إلى المدينة مع أبي بكر أضافة إلى دليلهم إلى المدينة أرقيد ..
أجمل تقة هي الثقة بالنفس فكلما اعتمدت على نفسك بحبها ، و إعطائها حقها ، و عدم تأنيبها لأخطاء أنت غير مسؤول عنها ، و تقديم التضحيات لمن لا يستحق ، وإعطاء التنازلات لأشخاص لا يقدرونك ..
لابد أن تثق بنفسك و تتصالح معها ، و تعطيها الأهتمام و التقدير ، و تصبح نفسك هي المرتبة الأولى و البقية ترتيبهم يأتي عند المرتبة الثانية، حصن نفسك ضد أي صدمات أو اي موقف تتعرض فيه للإنتقاد ..
لا تستمع لمن يقول لك : فاشل وأنك لن تنجح لا يأتي النجاح إلا بعد محاولات من الفشل ..
لا تعطي أهمية لمن يقول لك :
أنك متخلف ، معقد ، و لا تساير التطور كي تترك تعاليم دينك فإن كنت محتشم عليك ان تصبح نصف عاري ، وأن كنت فقير يجب أن تأخذ رشوة حتى تصبح من الأغنياء ،
عندما تسمع مثل هذه الأشياء لن يصيبك إلا التعب والقلق و التراجع في صحتك فحينما يتبادر إلى ذهنك أنهم على حق فذلك مسلك الشيطان و قد فتحت طريقاً له ..
سيحترق دمك و يتسمم
ولن تعيش مرتاح البال حتى تسمح لهم ان يغيروا قناعاتك و بعدها ستغرق في الندم والإنكسار لذا غير من أسلوبك و تشبث بمبادئك ولا تغيرها او تبدلها ..
( من أجلك )
الحياة مستمرة على الدوام لذلك لاتوقف حياتك و تجعلها جامدة في مكان واحد ..
لا توقف حياتك لأنك وضعت إهتمام لأشخاص قالو : كلمات جرحتك ، و قاموا بأفعال تسيء لك هم لا بستحقون الإهتمام وقد يكون كل كلامهم و أفعالهم مجرد غيرة وحسد منك ..
لاتوقف حياتك لأنك أحببت شخص و كنت معه وإلى جانبه ثم اكتشفت أنه ناكر للجميل ولا يحبك ..
لا توقف حياتك لأنك وجدت خيبة أمل في أحد ما ..
لابد ان يكون في حياتك فشل و سقوط
لابد ان يكون في حياتك حزن ودموع
لابد ان يكون حياتك تعب و ارهاق نفسي حتى تمضي في حياتك ..
أحب نفسك ثق بها و ثقفها اعطها ماتستحق فهي تستحق الأجمل
أزرع فيها الأمل و أعطها الاهتمام هكذا ستكون حياتك لاتعرف البأس ولا تفكر الا في بناء المستقبل و الإيجابية التي لاتزول …
أغلى ثقة هي ثقة الأهل و الاقارب ، ثقة الأم و الأب ، ثقة الأخ والأخت وكل من يتصل بالإنسان من ناحية الدم و النسب لأن منهم عائلة يكون فيها القدوة ، القوة ، الرحمة ، الأمان ، الاستقرار ،
هم الذين يبنون لك أساس ثابت حتى تستقر روحياً و جسدياً ، يعطونك التشجيع ، و يغرسون فيك تعاليم الدين و الإحترام ..
الثقة المتبادلة تلك التي تشبه العطر الذي ينعش روحك و يجعل لك في الحياة طعم و سعادة هي ثقة الصداقة ولن تفهم معنى الصداقة إلا إذا كان لديك صديق يحبك بصدق ويتمنى الخير لك مثل مايتمناه لنفسه وهو مستعد ان يضحي بنفسه من أجلك ..
وكل ثقة مكملة لبعضها و إن كان هناك بعض النقص و الخلل فتستطيع ان تعوضه بالذكر و العبادة و قرائة القرآن ، حاول إلايكون لديك وقت فراغ أشغل نفسك حتى بالمشي و الرياضة وكل إنسان لديه هواية يحبها فليستثمر حب هوايته في شغل وقت الفراغ حتى يصقل موهبته و من يدري قد تكون فيما بعد مصدر من مصادر رزقه يجني بسببها الخير الوفير …..*