جميل و أصيل

بقلم / سميه محمد

الحياء جميل و أصيل يدل على جمال الروح هو كالمرآة التي ينعكس جمالك بها على من حولك فيرونك في قمة النقاء و الصفاء ..
لا تقول إلا عذب الكلام
لا تفعل إلا الجميل من الأعمال و متمسك بكل مايدل على أدب الخصال
الحب يسكن قلبك
الرضا شعار لحياتك
التواضع سمة لا تتركك
الأخلاق الحسنة ترافقك ، وابواب الخير مهما كثرت أنت طارق لها تفتحها و تدخل إليها لتنهل من الرحمة التي لديك و تنشرها مع سلامك ، تبتغي الأجر و تزيد من الحمد والشكر لله تبارك و تعالى جل جلاله ..
فالحياء شعبة من الإيمان أي مقرونة مع الإيمان بالله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن ربكم تيارك و تعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً )
والحياء ليس معناه ان تكون ضعيفاً مهزوز السخصية تخجل من المطالبة بحقك و تتنازل عن أشياء كثيرة فهذا امر مذموم ، الحياء يزيد من قوتك و عنفوانك و يعلمك كيف تكون واجباتك يهذب النفس على احترام الاخرين اذا انت أحترمت نفسك و اعطيتها الثقة تقول الحق و لا تنكر الصواب ولا تخشى في الله لومة لائم ..
دخل على الخليفة عبد الملك بن مروان وفد تقدمهم غلام
فغضب الخليفة وقال :
ماشاء علي أحد دخل إلا دخل حتى الصبية
فأبتسم الغلام ثم قال :
أيها الأمير إن دخولي عليك لم ينقص من قدرك و لكنه شرفني
أصبتنا سنة أذابت الشحم و سنة أكلت اللحم و سنة دقت العظم ، و معكم فضول مال فإن كان هذا المال لله فنحن عبادة و إن كان لكم فتصدقوا به علينا و إن كان لنا فعلاما تحبسوه عنا .
فقال عبدالملك :
والله ماترك هذا الغلام لنا في و احدة عذراً ..
لا يمنعك الحياء أن تكون جريئاً في الحق و تتكلم مع من هم أكبر منك سناً أو من لدية منصب عالي بود و احترام بأسلوب راقي بعيد عن الوقاحة و التكبر أو العنجهية .
كان عمر بن الخطاب يمشي في المدينة فمر على أطفال يلعبون فلما رأوه تفرقوا هيبة منه إلا واحد .
فقال عمر :
ياغلام لما لم تهرب مع من هرب
فرد الغلام :
أيها الأمير لست ظالماً حتى أخشى ظلمك و لست مذنباً فأخشى عقابك و الطريق يسعني و يسعك ..
تميزت المرأة بالحياء و كلما زاد حياء المرأة أزدادت جمال على جمال و حياء المرأة حشمتها و عفتها ، لا يرتفع صوتها ، لا تتكلم الكلام البذيء الفاحش ، و تأنف من القبيح و الدنيء .
لقد ذكر في القرآن الكريم حياء المراة بشكل واضح في سورة القصص أية ( ٢٤ : ٢٥ )
قال تعالى :
(( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك أجر ماسقيت لنا فلما جائه و قص عليه القصص قال لاتخف نجوت من القوم الظالمين ))
تحكي هذه الآية عن جمال وصف حياء المرأة
حيث أرسل شعيب أحدى أبنتيه إلى موسى فجائته تمشي على استحياء و دل ذلك على خلقها الحسن فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة خصوصاً في النساء و رأت من عزة نفس موسى و هيبته و حسن خلقه وأدبه ماأوجب الحياء منه
فقالت لموسى :
أن أبي يدعوك ليجزيك على مافعلت لنا من السقاية ليس أجراً أنما هي مكافأة لك على إحسانك و لايمن عليك بل أنت الذي إبتدئتنا بالأحسان ،
فمشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتكشف ساقها
فقال لها :
أمشي خلفي ودليني على الطريق بحجر ترميه أمامي لأرشادي من أي جهة أذهب ففعلت .
إلى ان جاء أباها شعيب عليه السلام و عنده عشاء فقال :
أجلس و كل
فقال موسى عليه السلام :
أخاف ان يكون عوضاً مما سقيت لهما و أنا من أهل بيت لا نطلب على عمل خير عوضا
قال شعيب :
لا ، عادتي و عادة أبائي نقري الضيف و نطعم الطعام .
فأكل و أخبره بحاله قص عليه قتله القبطي بالخطأ و قصدهم قتله و خوفه من فرعون
فقال شعيب :
لا تخف إذ لا سلطان لفرعون على مدين ..
وهل تعلم عن المرأة التي صبرت على المرض لأنه كان سبب في دخولها الجنة شريطة أن لا تنكشف من شدة حيائها فرضت ان تعيش في الدنيا مع الوجع و التشنجات القاتلة و لكنها رفضت ان تنكشف عورتها بسبب مرض الصرع .
عن عبدلله بن عباس رضي الله عنهما انه قال :
لتلميذه العطاء بن رباح
الا أريك أمرأة من أهل الجنة ؟
قال عطاء : فقلت : بلى
( هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت :
أني أصرع و أني أتكشف فادع الله تعالى لي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن شئت صبرت و لك الجنة و إن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك
فقالت :
أصبر
فقالت :
أني أنكشف فادع الله أن لا أنكشف فدعا لها )
الحياء يدل على كل باب للخير ومن الخصال الجميلة في الإنسان وسلوك يدل على التهذيب و التربية ..
حديث أبي سعيد الخدري ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها )
و هل يوجد أعمق من هذا الوصف عن الحياء الموجود في رسولنا الكريم .
قال النووي :
معناه أنه صلى الله عليه وسلم لم يتكلم بالشيء الذي يكره لحيائه بل يتغير وجهه فتفهم كراهيته و فيه فضلية الحياء و أنه محثوث عليه مالم ينته إلى الضعف و الخور ..
و لا يمنعك الحياء ان تسأل عن دينك لمعرفة ماتجهله فالله سبحانه وتعالى لا يستحي من الحق .
قالت عائشة رضي الله عنها :
نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين
فكانت المرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشيء الذي بستحي من ذكره الرجال …
علينا أن نتمسك بالحياء كمسلمين و نزرعها كفضيلة خير في كل مكان تزيد من قوة الإيمان والثقة بالله
فالحياء يدل على الحشمة و الستر و الأدب و حسن الخلق خاصة ان هناك جماعات تروج امفاهيم خاطئة و مع الأسف هناك من يتبعهم و هم في الحقيقة عريا من كل شيء حتى في أفكارهم الخاوية التي لا معنى لها سوى الدمار و تضليل الأخرين فهم مكشوفين مهما فعلوا لذلك هم معروفين
فأتبعد عنهم قدر الإمكان من اجل دينك و نفسك و كل من تحب ….*

شاهد أيضاً

خطوة العمر الكسيرة

بقلم ✍️فاطمة محمد مبارك يا خطوة العمر الكسيرة لا تجزعين ففي السحب قطر بعد شدة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com