بقلم / حسن بن عايض ال معدي
بلا شك ان دخل المواطن السعودي بشكل عام متوسط الى متواضع وهذا ليس بسر فقد اعلن سمو ولي العهد حفظه الله في مقابلته مع الاعلامي العملاق عبدالله المديفر بأن هناك 50٪ من الوظائف في السعودية تعتبر وظائف ((سيئة)) وفسر سموه ذلك بأن الوظيفة السيئة هي التي دخلها لا ينعكس على رفاهية المواطن وراحته فهؤلاء الـ 50٪ الذين تكفي رواتبهم للغذاء والسكن والاحتياجات الرئيسية فقط ولكنها لا تفي بمتطلبات رفاهية الأسرة ولا تمكنهم من الادخار أو بناء ثروه سيكونون هدف لبرامج تحسين الدخل والذي أعلن سموه بأن المستهدف هو 80٪ وظائف جيدة قبل حلول 2030، إذاً نحن لا نتحدث عن سر ومطمئنين بأن التضخم الذين طال جميع سكان الكوكب وماسببه من إرهاق لميزانيات الأسر لهو تحت أعين القيادة وفي قمة أولويات سمو ولي العهد شخصياً ولعل رفع حساب المواطن قبل عدة أشهر وكلام سمو ولي العهد عن التضخم ومساعدة الاسرة السعودية الاكثر حاجة لتجاوز ذلك برفع المخصص المالي لحساب المواطن بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لهو دليل على أن ملف دخل المواطن السعودي مفتوح على طاولة سموه وانه متابع لكل التفاصيل بنفسه فنسأل الله له التوفيق والعون.
لكن انا هنا اتحدث عن سلوكياتنا في التعامل مع الإنفاق حيث أن معظم الأسر لديهم تخبط في أولويات الأنفاق فقد نجد المتطلبات الثانوية تسبق بعض الأساسيات والمصاريف الجانبية على المطاعم والمقاهي تحتل الصدارة في تقرير البنك المركزي لانفاق المستهلكين حيث يحتل هذا القطاع صدارة الترتيب في ذلك التقرير وهذا ما جعل الحكومة تحفز الشعب على الوعي المالي وتطلق عدة برامج للادخار لتزرع ثقافة الادارة المالية المعتدلة التي تضع الاولويات في مكانها الصحيح ورفع الشعور بالمسئولية المالية والتحسب لأي طارئ والذي سيجعل الأسرة السعودية في مأمن بإذن الله من عواقب التضخم التي طالت الجميع.
ولهذا كله فإن ضبط مالية الاسرة بالغ الأهمية ويجب على قائدي الأسرة (الأب والأم) سن قوانين مالية تعيد ترتيب الأولويات في أذهان الشباب والأطفال وتزرع في أنفسهم شعور المسئولية، وتقليل الاستهلاك على المصروفات الثانوية كالكماليات والكافيهات والمطاعم، ونحن هنا لا نطالب بمقاطعتها فهي رافد من روافد السياحة ولها جمهور غفير ولكن نطالب بضبط المصاريف العائلية بما يتناسب مع دخل الأسرة واستبدال بعض مصاريف الكماليات ببرامج الادخار التي ستكون عوناً للأسرة في المستقبل وتضمن بإذن الله الأمن المالي، لان الاستمرار في الاستهلاك المفرط للموارد المالية سيجل الراتب لن يكفي الحاجه مهما أرتفع.