بقلم / حسن سلطان المازني
هناك ناس يعتقدون خطأً إن الموروث مجرد الوان تطريبية وحماسية كالدمة والخطوة والربخة والمثلوثة والزحفة والمعاريض والمداقيل واللعب والقزوعي والزامل والعزاوي والمعشىٰ وغيرها من الفنون
الحماسية والتطريبية والواقع ان مفهوم الموروث اكبر وأوسع فهو يشتمل على العادات والتقاليد لكل ناحية من المناحي في دقها وجلها ويشتمل على وحاء الراعي ومزماره وطرق الجمالة وهم يجوبون الفيفي والقفار في اسفارهم واناشيد وهزلمة البناية والملقفة والصرامة والدوس والذراة والحرث وبناء اجدرة المزارع والسفر من مكان لآخر والسقيا والتقصيب والاعراس والحفاد والختان والصارخ والعجبة وبعض الأساطير المعقولة مثل النباش والمخلوف (جمل الغول) والسعلاة وغير ذلك كالاناشيد والهزلمة وفق عادة كل جهة من الجهات والتي قد يختلف المسمى من مكان إلى آخر وقد اسميته في استقصائي الذي قمت به قبل عقود من الزمن (الموروث القيمي)
وهذا الموروث القيمي بحاجة إلى تسجيله وتدوينه لإنه على وشك الانقراض خاصة وأن معظمه لم يعد يؤدى لانتفاء الغرض منه مثل قيفان الختان ووحاء الراعي ومزمار الراعي وطرق الجمالة والعمل والحصاد وغيرها وحبذا ان تقوم جمعيات الثقافة والفنون بجمع هذا التراث وتسجيله على أن تأخذ معلوماتها من امناء وثقاة وأهل الخبرة والممارسة الحقيقية لهذه الفنون فقد قرأنا بحوثاً واستقصاءات لم تكن موفقة لإنها اخذت روايات مغلوطة من أشخاص غير مؤهلين فليس كل كبير سن يؤخذ برأيه فلابد من تحرى الدقة في تدوين تراثنا كذلك نرى شباب يأتون بشروحات لبعض انواع الموروث غير صحيحة لإن خبرتهم واحتكاكهم ضعيف ولكنهم يريدون الظهور على حساب الموروث ونحن نأمل من جمعيات الفنون والثقافة المبادرة في لم هذا الإرث القومي قبل أن ينقرض وهو من صميم اختصاصاتها والله ولي التوفيق.