بقلم / د.فوزية القحطاني
ليست هذه الجولة الخارجية الأولى لسيدي صاحب السمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان رعاه الله ولكن الجولة الحالية تكتسب اهميتها ودقتها في كونها تاتي وسط معطيات سياسية واقتصادية بالغة التعقيد والحساسية .
فوسط تداعيات حرب اوكرانيا وأزمة الغذاء العالمية وتأرجح الإدارة الأمريكية الديموقراطية في خياراتها السياسية يبرز دور المملكة بقوة في صياغة قرار الطاقة العالمي وعصب الحياة وشريان الاقتصاد حيث كانت المواقف والقرارات الصائبة للقيادة السياسية تعبير عن فهم متقدم لمجريات الأحداث ومآلاتها على جميع الصعد. يذهب ولي العهد إلى قمة العشرين في إندونيسيا وقادة العالم يتطلعون إلى اللقاء به والاستماع إلى رؤيته حول ما يجري فبات العالم يصغي لما تقوله السعودية وهذا إنجاز كبير حققته السياسة الخارجية السعودية في ضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في تعزيز مكانة المملكة وحجم تاثيرها على الساحة الدولية وتأكيد على قوة حضورها وموقعها الحضاري والاقتصادي والتكنلوجي من خلال نسج شراكات اقتصادية في ميادين التكنلوجيا المتقدمة والعلوم والصناعات والطاقات المتجددة.
عندما يرافق سمو الأمير ولي العهد في جولته الاسيوية ١٣ وزيرًا وعدد من كبار المستشارين والمسؤولين ويوقع الوفد فقط في قطب النمو والتفوق الصناعي كوريا الجنوبية ٢٦ اتفاقية بقيمة تقرب من ثلاثين مليار دولار فهو انعكاس لرؤية المملكة في أهمية الشراكات المتطورة لأجل الإمساك بتلابيب العلوم والصناعات التي حققت قفزات متقدمة.
كما أن الجولة التي شملت تايلند بعد إندونيسيا وكوريا الجنوبية تعطي فهمًا أكبر إلى إدارة الرئيس بايدن المتأرجحة بأن للمملكة العربية السعودية خيارات عديدة فيما يخص شراكاتها وأن المواقف تتغير لطالما أن الثابت الوحيد في السياسة انها متغيرة.
أمر يدعو للفخر والاعتزاز بأن قائدنا الأمير يؤكد للعالم اجمع أن رؤيته تنضح من عقل رجل الدولة البارز والدبلوماسي المحنك والعقل النير الذي اكتسب احترام وتقدير زعماء العالم حيثما وطأت اقدامه بلدا.
حفظك الله سيدي ولي العهد ودمت بخير.