ماذا لو رسب المعلمون!!

بقلم/ حسن بن عايض ال معدي

خلال الأسابيع الماضية بدأت إختبارات الرخصة التعليمية للمعلمين والمعلمات وكان الإنبهار سيد الموقف من صعوبة الإختبار عفواً (الإمتحان) مما جعل المعلمين يعتقدون بأن هذا الإختبار تحدي لهم وليس لقياس مستوياتهم وكنت أعتقد بأن هناك مبالغة في ردة الفعل حتى اطلعت على بعض الأسئلة التي كانت شبه تعجيزية!!
اكاد أجزم بأن الهدف من هذه الخطوة هو الرغبة في تطوير اداء الكادر التعليمي وحثهم على تطوير قدراتهم والسعي لزيادة تحصيلهم العلمي والمعرفي، ولكن وضعهم في هذا المأزق الإداري الذي يتسبب في حرمانهم من العلاوة السنوية (حسب ما يشاع بين المعلمين) في حال الإخفاق سيجعلهم تحت الضغط النفسي الدائم وسيجعل سعيهم للحصول على درجة الإختبار فقط وليس تطوير القدرات المعرفية.

اعتقد بأن الوزارة اتخذت الطريق الصعب بهذا القرار وكان من الأولى تنمية قدراتهم العلمية بطرق أكثر إحترافية وذلك بتحفيزهم ببرامج تدريبية واستحداث مسابقات تميز تبث في الكادر التعليمي روح التنافس وترسخ فيهم أساليب البحث العلمي والتعليم الذاتي وربطها ببرامج لقياس الآداء وذلك لزيادة محصلتهم العلمية لأن الهدف هو التطوير وليس التأديب.

إن أساليب التحفيز الإداري وإن كانت مكلفة مالياً إلا أنها تؤتي ثمارها بشكل حضاري وإنساني وتخلق بيئة إيجابية الجميع فيها يسعى للتميز عكس الاساليب العقابية التي تجعل الجميع تحت الضغط ويتسابقون للنجاة من عقاب الحسم من العلاوة ومن اجتاز الاختبار عاد لسباته المعرفي ومحصلته المتواضعة التي اعانته بالمصادفة لتجاوز الاختبار.

وأنا اتابع هذا الحدث الهام والذي يمس شريحة كبيرة من افراد المجتمع بل ويمس كل منزل في هذا الوطن الشامخ وانا اتابع كل ذلك خطر ببالي سؤال (ماذا لو رسب المعلمون؟) ماذا لو رسب نصف او ربع المعلمين والمعلمات في هذا الامتحان!! سنكون قد فقدنا شغف نصف ثروتنا التعليمية وسينعكس ذلك سلباً على ميادين العلم برمتها وسنخلق بيئة محطمة منزوعة الثقة، وسيكون المعلم مجرد ملقن معلومات يسابق الزمن لحضور إختبار آخر لعل الصدفة تحالفه لتخطي الإمتحان للحصول على العلاوة ليس إلا.