عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم / سميه محمد
لا يوجد إنسان في هذه الدنيا لا يبكي سواء كان رجل أو أمرأة ومن حقهما ذلك فالدموع تخرج كمتنفس بعد ضغوطات ترهق كاهل الإنسان و تتعب قلبه ..
الرجل يبكي بعينيه فإن لم تبكي عينيه بكى قلبه ليس هناك عيب أن يبكي الرجل خاصة ان الدموع عزيزة فهي لا تخرج بلا سبب انما تكون نتيجة انفجار من كبت كانت بدايته قهر أو ألم او ظلم و غيرها ..
من المستحيل أن تتحجر الدموع في العين وان حدث هذا فهي لفترة مؤقته تنزل هذه الدموع حتى يستطيع الإنسان أن يتنفس لأن قبلها يشعر بالإختناق فهي تخفف عنه الضغط و الهم الذي يرهق الجسد و الروح ..
البكاء ليس ضعف انما البكاء هو من يعينك في لحظات الضعف و يجعلك تتحمل معاناتك كذلك بعد البكاء بفترة يعمل بمثابة الطاقة الإيجابية فكأنة يجدد الحافز و الأمل لديك و أنت أثناء ذلك تمر براحة نفسية فكأن الدموع التي خرجت من العين غسلت مافي القلب من حزن و عملت على صفاء الذهن و الروح ..
بكت أنبياء و رسل
بكت حكام دول و رجال صالحين .
هناك من قال من العلماء أن أسم نوح عليه السلام الحقيفي غير معروف ، و هناك علماء أثبتوا ان أسمه الحقيقي هو عبد الغفار أما أسم نوح فهو لقب أطلق عليه لشدة نواحه و بكائه خشية و عبادة إلى الله تعالى .
كان جيران أبي بكر الصديق يخرجون من بيوتهم في ساعات الليل الأخيرة من شدة بكائه وهو يتعبد و يقرأ القرآن .
بكت رجال أصحاب رسالة و قادة دول فكيف ببكاء النساء و قد قيل منذ القديم أن الدموع هي سلاح المرأة فيعتبر مصدر قوة و ليس ضعف .
لابد لنا من البكاء احياناً عندما نتعرض لفقد إنسان عزيز ، أو عندما نخسر شيء مهم في حياتنا ، أو عندما تدمر أشياء في داخلنا كأن نصدم في أخلاق إنسان أو يخيب أملنا فيمن وضعنا عليه الآمال كلها و هو ليس أهل لذلك ..
إن لم تستطع ان تبكي أمام أحد اذهب الى مكان لا يراك فيه أحد و أبكي كما تريد لا تحبس دموعك أنت بشر و مهما كنت قوياً طاقتك لها حدود .
لا تجعل قوتك كالحجر فتكون جامد من غير مشاعر
ولا تكن من غير قوة فتكون هيناً ضعيفاً
و ليس البكاء ضعف أو انه ضد القوة
ليس البكاء عيب أو منقصة للرجولة
البكاء من طبيعة النفس البشرية الذي يلجأ إليها الإنسان عند الحاجة ،
هو الملاذ الوحيد الذي يساعد الإنسان على التوازن في الحياة . .
