من نفخ الأجنبي وجعله يتمادى على المواطن ؟!

بقلم / طارق مبروك السعيد

من القيم الأساسية التي حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على شرعية حقوق الجار على جاره وبها تسود بينهم المحبة والألفة والتسامح ..

للأسف بعض الجيران نكن لهم كل الحب والتقدير والإحترام .. وبسبب انشغالهم في معمعة الحياة يغفلون عن تصرفات مكفوليهم من الحراس والسائقين ..!

وتركهم يتمادون على الجيران بسوء الأفعال وقبيح الأعمال من دون حسيب ولا رقيب ..!

وبات الحارس هو المهيمن على الحي بسبب ترك كفيله الحبل على القارب وحرية العمل في أي مكان وعدم إفهامه عن حقوق وإحترام الجار..

ومن قُبح تصرفات الحارس الأجنبي عدم إحترام التعاليم والأنظمة اللي سنّتها دولتنا الحبيبة وعدم مراعاة قيم المجتمع السعودي واحترام تقاليده ومشاعره ..

ومن ذلك الاسراف في الماء وغسيل السيارات وفناء المنازل من الداخل ومن الخارج ، وحتى جدار المنزل الخارجي والأرصفة ..
ناهيك عن ترك تسرب مجاري الصرف الصحي تطفح لمدة طويلة بشكل مقزز ومؤذي لجاره، والتأخر في طلب وايتات الشفط ..

وهذا لاشك يسبب الكثير من الامراض الخطيره نظرا لاحتواء مياه الصرف على الكثير من البكتيريا والطفيليات والفيروسات.. ما يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة، وتكاثر الحشرات والبعوض ..!

ولذا نجد تراكم المياه بها ضرر وأذية كبيرة على الجار المقابل المتضرر .. والأدهى والأمر عند نُصح حارس الجار بأن هذا التصرف الأرعن غير حميد في تعاليم ديننا الحنيف ويجب التوقف عن ذلك ..

وأسفي تجد منه الرد بفوقية والتلفظ على الجار بل يذهب لكفيله ويخبره على الفور في حال تأزم الوضع ..!
ومثال ذلك المثل الشعبي: ضربني وبكي .. سبقني واشتكى ..!

ومن العيب على الجار أن يقف في صف مكفوله وعدم النظر وسماع معاناة جاره الأزلية من تصرفات الحارس. مما يسبب القطيعة والتباغض بينه وبين باقي الجيران بسبب الحارس والسائق ..!

ومن ناحية أُخرى نجد بعض الجيران حفظهم الله ينظرون للوضع من من زاوية المجاملة ومن أجل خدمة مصالحهم واتكالهم على حارس جاره بأن يقوم بخدمته وتنظيف منزله والقيام بأمور منزله مقابل مبلغ مادي يُعطى له ..!

أين نحن من حديث حبيبنا وشفيعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : «خيرُ الأصحابِ عِندَ الله خيرُهُم لصاحِبه ، وخيرُ الجيرانِ عِند الله خيرُهُم لجاره».

وفي حديث آخر أقسم النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فقال: «وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللَّهُ لا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيل: مَن يَا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: جَارٌ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»، والبوائق: هي الشرور والمتاعب التي مثَّلنا بها الآن بهذه الأمور.

من العيب أن نستقدم عمال وحراس وسائقين وحتى العاملات ولا يتم إفهامهم وتثقيفهم عن عوائد وتقاليد البلد وحقوق الجار ..!

والتهاون من الجار اللامبالي والتصرفات المزعجة من الحراس والسائقين حتما لها أضرار وخيمة، قد تؤدي إلى القطيعة وبُغض الجيران..!

وفي نهاية الأمر سيذهب الحارس والسائق الأجنبي لبلده، ويبقى الجار المواطن في وطنه ..

رجعت لحقبات زمنية سابقة وتذكرت عظم حقوق الجيران لبعض.. وهناك أمثلة ذات موروث شعبي جميل مثل: “الجار قبل الدار”، “الجار ولو جار”، و”جارك القريب أفضل من أخوك البعيد”.

للتواصل مع الكاتب
@AlsaeedTariq

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com