بقلم: ابراهيم العسكري
قبل اكثر من عشرين عامًا كنت في رحلة مع بعض اشقائي وعدد من الزملاء ممن كنا نعدهم في اعيننا من النُخب في الاستقامة والاخاء ولا زالوا باذن الله كذلك الا انها قد تتغير الافكار وهذا شيء طبيعي ومألوف ولكن الغريب عندما يحدث تسطيح من بعض البشر لكثير من الاعتقادات والأفكار في الثوابت التي لا تقبل التغيير لا بالزمان ولا بالمكان وكان يجزم انها في نظره من المحرمات ثم يتقادم به العهد ليستبعد كلما سُطح بارادة شخصية منه وقد يكون المبرر الوحيد لديه ما كان زمانك فكن دون النظر او الاعتبار في النصوص التي كانت تلزمه بالامس ان يتقيد بها فاصبح يراها اليوم بمظار آخر يُغير ويحول ما كان مؤكدآ في قناعاته بانها من اللهو والعبث ويراها اليوم مجرد حرمان من الانس او قد تكون في نظر البعض مطلب اساسي..!!
الشاهد ان ما حدث في رحلة ما قبل العشرين عامآ التي اشرت لها اعلاه حينما كنت اظن باني لا زلت شابآ يافعآ لي الحق ان استمتع بكل ما حولي دون ادنى قيود فادرت سيارتي اثناء جلستنا الممتعة بعد العصر بذلك السهل المطل على الوادي الجميل وقلت في نفسي لا ينقصنا الا سيمفونية الوادي الاخضر الذي نراه امامنا وادرت مسجل سيارتي ليصدح بتلك الشيلة التي كنت حينها ارى انها تنعش الجو والخلان المرافقين في الرحلة ولا زالت لدي بعض القناعات في بعض الشيلات ..!!
اثناء تلك اللحظات رأيت من يهمس في اذن شقيقي المرافق معنا واستشفيت ما يدور في حديثهما فلي قلب فطين ومع ذلك تجاهلت ما اعتقده لاستمتع بالحظات السعيدة..!!
اتجه اليء من كان يهمس باذن شقيقي وكان متحمسآ بما راه دعوة للحق ليقول لي امام الجمع وليس بتحفظ ولا بانفراد ولكن بصوت يسمعه كل الحضور قائلا يا اخي الكريم هذا من الاغاني التي لا تجوز للمسلم وانا اعتبرك قدوة حسنة وتفاجأت ان اراك تدعوا لذلك العمل الباطل وقال عن ملحن الشيلة مالا ينبغي ان اقوله هنا..!!
لم يكن لدي قناعة بما قال ولكن احترمت وجهة نظره واحترمت الحضور ودعوت لي وله وللحضور معنا من القلب ثم اخفظت صوت المسجل بما ينحصر سماعه بيني وبين مرافقي في السيارة فكلينا مستمتعين بالشيلة والجو المنعش ويزيد روعته احتساء الشاي الذي لا زلت اذكر ان حلاه يلاصق البراطم فلا هم ولا غم ولا سُكَرْ ولا نكر من فضل ربي علينا..!!
تفاجأت مطلع هذا الاسبوع حينما ارسل لي احدهم مقطع من حساب جديد لناصحنا انذاك والحساب له في برنامج التيك توك وهو يصور مواقع رائعة ومعروفة لدينا لكن المفاجأة التي اذهلتني ان المقطع ترافقه اغنية بموسيقى صاخبة لفنان خليجي ..!!
لم اسيء الظن وقلت ربما كان الصوت مركب من شخص آخر كما يفعل الكثير ثم بحثت عن حساب المذكور صاحبنا الاول لنتأكد فوجد اعدادآ من المقاطع المطعمة باغاني خليجية بموسيقى فقلت يارب لطفك بعبادك وثبتنا على الحق حتى نلقاك فذاك الرجل يعلم الله انه وفي وشهم كريم مبتسم يتحلى باخلاق فاضلة وابرأ لله ان اظلمه اوغيره او اشمت باحد ولعلها كبوة جواد او زلة عبد وسبحان من يبدل السيئات باضعافها حسنات وله الحمد من قبل ومن بعد اللهم اغفر لي وله ولكم.