(أريده أن يعود)

بقلم/ مارية بنت عبدالسلام المخلافي

المكان موحش دموع تتساقط وألماً يعصر القلب مخلوط بنحيب وبكاء مؤلم الكل حولي مابين مفجوع ومتالم وصامت لايستطيع الحديث وفي زاوية تلك الحجرة جثة ملقاه جسدا فارق الحياة فجاءه دون سابق انذار.
اقتربت منه لتوديعه لكي القي النظرة الاخيره التي يتبعها اخذ ذلك الجسد الى ذاك القبرالموحش سيظل وحده لن نرافقه في ذاك المكان تالمت كثيرا فأنا لم اتحدث معه لم ازره منذ فتره نعم لقد كان بخير مازال في ريعان شبابه مازال يتمتع بالصحه مازالت ابتسامته عالقة بنظري صرخت ماذا حدث له لماذا مات لماذا هو!! لن نراه مرة اخرى لن اسمع صوته نعم لقد غادرنا الى عالم آخر..
بكيت بحرقه لقد اتصل اكثر من مرة ليحدثني فلم اجبه تمنيت لو عاد ليخبرني ماذا كان يريد جذبت سماعة الهاتف لأحدثه ولكني كنت أأجل ذلك لوقت اخر ..
في اخر مرة كنا معا ازعجتني عبارة تلفظ بها لا اعلم هي عن قصد ام انها عفويه ولكني ابتعدت عنه بحجة ان كلماته جرحتني اجل ولكني الان اراها كلمات تافهه لا تستدعي الابتعاد عنه شعرت بالألم يعتصر قلبي كنت اريد الذهاب اليه ولكني قلت لن اذهب فانه لم يزرني له فتره فلماذا اذهب ولم التمس له العذر ولم ابحث عن سبب غيابه ولكني الان ايقنت انه كان مريض اقتربت منه نظرت في وجهه ناديته بكل صوتي فقط اريده ان يستيقظ لكي اخبره اني احبه انه اغلى مخلوقا لدي فقط لكي اتحدث معه فقط لي اقول له سامحني فاني اخطاءت بحقك حين لم اتحدث معك حتى اساله ماذا كنت تريد مني بدا شريط حياتي يمر امامي بكل ذكرياتي معه بحلوها ومرها..
استيقظ ولو لمرة واحده لمرة فقط أريد أن اتحدث معك ساخبرك ماذا فعلت بالامس وماذا اشتريت ساخبرك لماذا انا حزين لماذا كنت اتالم قبل اسبوع ارجوك استيقظ فأنا لا اعلم ان الموت سيباغتك ناديته وناديته ولكنه لم يجب! نعم لقد ذهب دون رجوع
غطوا وجهه وحملوه على الاكتاف ذهبوا به الى قبره لم استطع النهوض من مكاني الحزن يكاد يقطع احشائي بكيت بكاء مريرا بكاء المشتاق بكاء المحروق اصبحت اراه في كل زوايا المنزل اسمع صوتا يحدثني فالتفت ولا اراه احلم بوجوده فأستيقظ لتتساقط دموعي بغزاره لقد كان طيبا جدا رحيما بي انسي في وحشتي
وابتسامتي في ضيقي
لماذا لم اشعر بقيمته حين كان امامي
لماذا لم اتذكره الا وهو ميت لماذا اصبحت ارى كل مافيه جميل بعد وفاته لماذا لم اصله..
لماذا ولماذ ولماذا..
لماذا نشعر بأهمية الاشياء بعد فقدها
ذهبت مسرعة الى ذاك القبر لكي اتحدث معه عود ارجوك فا انا افتقدك بشده ناديت وناديت ولكنه لم يجب وبدات الوم نفسي لماذا نحن البشر هكذا نترك بعضنا بحجة الزعل من اتفه الكلمات يتسلل لنا الحقد والمشاعر السيئه لمواقف سخيفه لماذا لا نصفح لماذا اصبحت زيارتنا رسميه ولانرى بعضنا لماذا شغلتنا الحياه عن من نحب لماذا لم نفكر بالموت ومباغتته هل هو غرور الدنيا او بعدنا عن الله لماذا لم نتبع أوامر الله عزوجل حين امرنا بصلة الرحم وتفقد الجار لماذا لم نقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم حين كان يتفقد الجميع حتى جاره اليهودي لماذا نحب الشخص بعد موته ونذكره بالكلام الطيب وانه افضل شخص واطيب شخص بعد موته فقط ولم نكن نراه كذلك في الدنيا أشعر بالندم ندما يملأ قلبي ويعصره ألماً.
اغتنموا كل لحظة مع من تحبون زوروهم لاتاجلو الحديث معهم لاتقتنصوا اخطاهم تسامحوا فالمسلم متسامح لاتحملوا الحقد على بعضكم فالموت لن يستاذن احدا حين ياتي فهو زائر بلا موعد ولا تحديد مكان او زمان او عمر..
فالمريض سيموت والمستصح كذلك
فقط اريد ان يعود لي اخبره اني اتضرع شوقا لكي اراه واتحدث معه عود لمرة فقط لي اخبرك انني لن اجرحك مرة اخرى لن اتركك سازورك في كل لحظه.. أريدك فقط ان تعود!!!!

شاهد أيضاً

الكتاب بين الورقي والتكنولوجيا

بقلم / أحلام الشهراني سيدي سيدتي في ظل هذا التطور التقني والانفتاح الثقافي الذي نعيشه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com