للمعلم دور بارز في صناعة الإنسان كيف لا وهو من علمّه وأدبّه وجعله يتقن مبادئ القراءة والكتابة .
وقد أحسن أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال :
قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي ** يبني وينشئ أنفسا
وعقولا
سبحانك اللهم خير معلم ** علمت بالقلم القرون الأولى
أرسلت بالتوراة موسى مرشدًا ** وابن البتول فعلم الإنجيلا
وفجرت ينبوع البيان محمدًا ** فسقى الحديث وناول التنزيلا
المعلم يصنع الإنسان منذ الصغر وحتى يبلغ من الكبر عتيًا ؛يسهم في نهضة الأمم .. يمد جسور المحبة بين الناس .. يقوي العزائم ويبعث الهمم.
يخرِّج الأجيال ..يعيد صياغة الفكر ..يحرر العقل .. ينير البصائر ويسهم في رقي المجتمعات ويضفي رونق الجمال والإبداع إلى حضارات العالم .
أكتب هذه المقالة وأنا أرى فئةً من الناس اليوم قد أهملوا حق المعلم وجهلوا قدره.
وما نقص أحد من قدر المعلم إلا كان ظلومًا جهولا .
لأن المجتمعات المتحضرة هي التي عرفت دور المعلم الريادي ووعت أهميته في حياة الناس ،فحرصت على أن توليه عنايةً واهتمامًا . فجعلته أولى أولوياتها ومحط أنظارها .. وغرست ذلك في أذهان الناشئة فغدت على خطاه تسير وبرؤاه تهتدي ؛كيما تقود الأمة إلى بر الأمان ومرفأ الظلال .
الطبيب ..العالم ..الشاعر ..القاضي ..الأديب ..الجندي ..أستاذ الجامعة .. الصغير والكبير كلهم تخرجوا من مدرسة المعلم ،من بين يديه ومن سبورته وأقلامه وكراساته ودواوينه والأيام خير شاهدة على ذلك .
إذًا من هنا نلحظ ارتباط المعلم في حياة الناس ارتباطًا وثيقًا لا انفكاك عنه البتة ولا غنى عنه أبدًا .. فهو اللب الأصيل لكل ذي لب .
والمعلم يقضي جُلَّ وقته في التعليم ومن أجل طلابه ؛ فتراه في الصباح معلمًا وفي المساء يكرس جهده في إعداد مادة درسه الذي سيقدمه في صباح الغد .
فلا تراه إلا منهمكًا مكبًا على التعليم والتربية ما بين تحضيرٍ لدرسه ومتابعة لطلابه تصحيحًا وتقويمًا وتربيةً وشرحًا وإعدادًا ذهنيًا وكتابيًا .. فلله در هذا المعلم الذي أذهب زهرة شبابه في بناء الجيل وصناعة الإنسان ليكون عنصرًا فاعلاً يخدم أمته ويدافع عن حياض وطنه.
وختامًا أقول : إن صناعة الإنسان تبدأ من المعلم وتنتهي بالمعلم .
ألا جزى الله معلمينا خير الجزاء على ما قدموا لنا من تعليمٍ وتربيةٍ ونصحٍ وتوجيه .
وقد قيل قديمًا 🙁 من علمني حرفًا حفظت له قدرًا ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محمد علي عسيري
ابتدائية ابن هشام بالحرجة .