صناعة الإنسان ودور المعلم في ذلك في ضوء الرؤية الوطنية 2030

أن نقطة الانطلاق لإستئناف حضارة إسلامية جديدة هي إعادة النظر في الإنسان لأنه أهم مركب في عملية صنع الحضارات فصناعة الإنسان تكمن مثلاً في إعداد الإنسان المتكامل فيعتبر الإنسان هو نقطة البدء في صناعة التاريخ ولكن أي إنسان ؟ إنه الإنسان المتكامل المصبوغ بسمات العظمه وتكامل العقل والوجدان ” إن عظمة الإنسان تقوم على نشاط عقلي لا حدود له يواكبه نشاط روحي لا يقل عنه كفاية وقوة ” وذلك هو المفهوم الممتد للإيمان الذي يعيد الإنسان الى الله ويتقدم به روحياً ويجعل منه عقلاً وقلباً في الحين نفسه .
الإنسان جسم حي وعقل واعِ فهو كائن متميز بخصائص العليا والدنيا وله وظيفة انفرد بها وارتبطت بأوصافه المادية والأدبية جميعها ولا فكاك بين العناصر التي تكون منها الإنسان فهو يكلف بجملة مواهبه ويؤديها كذلك بكيانه كله وبالتالي يتم إعداده للوظيفة التاريخية التي خلق من أجلها، فالأنسان هو عبد لله وحده يعرفه ويتقيه ، سيداً لهذا الكون يرتفقه ويستخدمه ويستغل قواه ، أخ لنظرائه من الناس يتعاون معهم على الخير ويعاشرهم بقانون العدل والرحمة.
كما أن إعادة تشكيل عقل المسلم يعتبر من أهم النقاط التي تساعد على صناعة الإنسان وذلك من أجل أن يتأهل لأداء وظيفته في الحياة على أساس من المنهجية والموضوعية والشمولية والواقعية في النظر والتعاطي مع مختلف مشكلات الواقع فهماً وتفسيراً وعلاجاً .
كما أنه لا بد من الجمع بين أمرين في حياة الإنسان المسلم ، الإستنارة الفكرية والهداية النفسية ، أي أن يصحب هذا العقل قلب انفتحت أقفاله، وانفسحت أرجاؤه، وأشرق معنى الحب في جوانبه، وهو متعلق بربه، متتبع لآثاره في كونه، عاشق للخير مبغض للشر ، يمتد مع كل شي حسن وينكمش مع كل شي قبيح .
ومن الجدير بالذكر أن الشي الثابت بهذا الكون وعلى وجه هذه البشرية هو التغيير وبهذا نحن نعيش حالة من حالات التغيير السريعة التي لا بد أن تبقى مستمرة ، لذلك التغيير مستمر وفي ضوء الرؤية الوطنية 2030 تشهد المملكة تغير وتطور ونمو تكنولوجي واسع وسريع في العديد من الأذرع والإتجاهات ومن ضمنها التعليم فالإنسان هنا وبالأخص اذا كان معلماً أمام معادلتين مهمتين معادلة التكيف ومعادلة التحول ، لذلك من يمتلك هذين الجناحين يستطيع أن يحلق إلى أعلى مايمكن أن يصل إليه، واما من لا يمتلك هذين الجناحين فإنه سيبقى دائماً ضحية هذا التغيير وسيبقى عرضة للنحت جراء ذلك التغيير الذي يحدث من حوله . فالمعلم الناجح هو القدوة في أقواله وأفعاله، هو الخلاق والمبدع المتمتع بالصدق والحزم ، الملتزم بخطة عمل واضحة وأهداف محددة ، العامل بمحبة وإخلاص وبضمير حي وواعٍ ولا ينتظر على الإطلاق توجيه أي عبارة إيجابية من الآخرين تدل على الشكر والإمتنان وإنما يجد أن نجاح طلابه وتفوقهم هو أكبر شكر له على جهده وتعبه فهو بذلك يسعى لصناعة جيل ويحفزهم ويدفعهم إلى المثابرة لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم .

المعلمة / باسمة الغامدي

شاهد أيضاً

جمعية الثقافة والفنون ببيشة تحتفي باليوم العالمي للمسرح

صحيفة عسير – هياء آل ظافر : احتفلت جمعية الثقافة والفنون بمحافظة بيشة باليوم العالمي …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com