يوم التأسيس ذكرى وبناء مستقبل

بقلم / علي حسن الشديدي

لا شكَّ أنَّ يوم التأسيس السعودي من أهمَّ المناسبات الوطنية التي كان لها أثر كبير في تاريخ المنطقة وحاضرها، ولذلك أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله تعالى مرسومًا ملكيًا ليثبتَ فيه تاريخ هذا الاحتفال في 22 من شهر فبراير من كل عام، وقد أعطى أهمية كبيرة لهذه المناسبة وجعلها إجازة رسمية في جميع الجهات والمؤسسات الحكومية في أنحاء المملكة، وذلك إحياءً لذكرى تولي الإمام محمد بن سعود رحمه الله الحكم في إمارة الدرعية في الربع الأول من القرن الثامن عشر الميلادي، وقد كانت تلك الذكرى بداية لتولي آل سعود الحكم في شبه الجزيرة العربية، والتي توجَّها الملك الراحل عبد العزيز آل سعود بقيام المملكة العربية السعودية.

استطاع الملك عبد العزيز آل سعود ومن قبله من الأئمة والأمراء وخلال ما يقارب من ثلاثين سنة أن يبسط نفوذ الدولة السعودية الثالثة على معظم أراضي شبه الجزيرة العربية، وفي عام 1932م تمَّ الإعلان عن قيام المملكة العربية السعودية، والتي تعدُّ اليوم من أهم الدول في المنطقة بل وعلى مستوى العالم، إذ تلعب دورًا كبيرًا اقتصاديًا وسياسيًا نظرًا لمكانتها الدينية في العالم الإسلامي، وبسبب ما تمتلكه من احتياطات النفط الهائلة التي تزود بها العالم أجمع من البترول، وما هذا إلا تجسيدًا للحلم الذي بدأه الإمام محمد بن سعود قبل ما يقارب من ثلاثة عقود، وكان ذلك اليوم جديرًا بأنَّ يتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -رعاه الله -احتفاءً بتأسيس المملكة العربية السعودية.

لم يكن يوم التأسيس في تاريخ المنطقة عمومًا وتاريخ المملكة العربية السعودية خصوصًا يومًا عاديًا، فقد كان النواة والشرارة التي انطلق منها إعصار عظيم أقيمت من خلاله دولة تعدُّ اليوم من أعظم دول العالم، وتقف في مصاف الدول الكبرى، وفي الختام وبعد أن تعرفنا على لمحة عن تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية، لا بدَّ أن نهنئ أنفسنا وولاتنا بهذا اليوم العظيم، ونسأل الله تعالى أن يحفظ الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان قائد التقدم والعطاء والرؤية، وأن يحفظ ممكلتنا وهذا الشعب بقيادته العظيمة وإلى العلياء دائماً.

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com