بقلم : إبراهيم العسكري
العفو والتسامح سمة من سمات الرحمن الرحيم يمنح هذه الصفات الله لمن يشاء من عباده ممن وفق وسدد للخير..!!
في مثل هذه الايام وقبيل شهر رمضان ببضعة ايام من كل عام اتذكر ذلك الحادث الذي حصل لي في بداية القرن الحالي قبل اربعين عاما او تزيد عندما ارسلني والدي لصناعية الخميس للبحث عن حداد جيد ليعمل شبك حديد وشراع فوق حوض سيارتنا الهايلوكس الجديده ..!
ارسلني والدي رحمه الله لاسبقه بالجيب الشاص القديم على ان يلحق بي بوانيت الهايلوكس موديل ١٩٧٨م مخزن اصفار كما كانو يقولون اهل المعارض.
اتفقت مع والدي رحمه الله في حال وجدنا ورشة تجيد العمل بالانتظار في مدخل الصناعية لتبقى الهايلوكس في الورشة لتركيب الشبك ونذهب سويا لمدينة الخميس بالشاص لتناول الافطار ثم نجلب بعض المقاضي والاغراض الاخرى باسعار مناسبة تقل عن مثيلاتها بابها وكما يقال حج وحاجه حتى تنتهي اعمال تركيب الشبك والشراع لصندوق الهايلوكس ثم نمر عليها فيما بعد هكذا خططنا ويفعل الله ما يشاء ..!
كنت شابا يافعًا حديث عهد باستخراج رخصة قياده فاحاول مرارًا عنوة مني ان اتعرض لرجل المرور عله يسالني عن رخصة القياده فابرزها بكل اعتزاز وافتخار في حين اني حصلت عليها بالتحايل وبالواسطة كما يقال سامحنا الله ..!
بعد التعرف على موقع ورشة مناسبة واثناء انتظار ابي رحمه الله لا ادري هل ساقتني اللقافة للقدر ام ان سائق سيارة الاجرة نوع بيجوت كان على موعد ليناطح ذلك الشاص القوي الابي الاغبر الادبر بقيادتي ..!!
الشاهد وانا اعبر بسيارتي في خطي الصحيح اذا بالبيجو الاصفر المتهالك ياتي معاكسآ ومواجهآ لشمس الصباح الباكر ومسرعا ليصدم سيارتي الشاص في مقدمتها بمقدمة سيارته وسرعان ما تجمهر الحضور من اهل الورش المجاوره لمعاينة الحادث واذا بسيارتنا ينعطف فيها جزءآ من الصدام الامامي والرفرف والنور واشارة الانعطاف
اما البيجو فتهشم الشبك الامامي واحد الانوار والتصقت المقدمة والمراوح بلديتر التبريد وخرت منه المياه وبعض الزيوت في الارض ونزل سائق الاجرة يصيح واخذ ينال مني بكلام لا افهمه ولكن علمت انها سباب بلغة قذره ثم تناول بكت الدخان وولع سيجارته ولا زال يشتم مع الريح الشمالية ولم يكن امامي الا التزام الصمت والهدوء فانا لا اقوى منازعته ولا استطيع حتى ان اقول انت المخطي فانا ابن قريه صغير لم اعتاد قلة الحيا والمواجهة باي حال..!
انتظرنا قرابة نصف ساعه وسبحان مقدر الاقدار فقد حضر ابي رحمه الله في سيارته الهايلوكس وحضر رجل المرور في آن واحد وتفاجأ الجميع انني احمل رخصة قيادة في سن مبكر ولم احدثهم ان الواسطة قد لعبة دور في جلب رخصتي ..!!
خطط وقرر رجل المرور الخطأ على صاحب سيارة الاجره بنسبة 90% ولا اعلم لماذا خصص لي من الخطأ نسبة 10%.
اتفقنا مع رجل المرور ان كل من الطرفين يصلح سيارته واعطانا في حينه اوراق للمرور لجلب تصاريح الاصلاح لكل من السيارتين ..!!
عندها تغيرت نظرات سائق سيارة الاجرة وانعكس اسلوب الشتم امام الحضور الى اسلوب الترجي واستدرار العطف والشفقه ثم حلف لابي محاليف مغلظة انه لا يملك قوت اسرته الا من اجرة تلك السياره التي اصبحت متوقفه وانه لا يملك حق الاصلاح لها ولا حتى حق البنزين ..!
تاثر ابي رحمه الله بشكواه واعطاه طواعية الف ريال كنا قد جهزناه لشبك وشراع سيارتنا الهايلوكس ثم اجلنا الشبك والشراع فيما بعد ..!!
بطبيعة الحال لم اسلم من توبيخ لاحق وتوجيه والدي رحمه الله ولكن المؤلم انني لم اخبره ان سائق الاجرة المخطي بالحادث قد شتمني امام المتجمهرين قبل مجيء ابي ورجل المرور ولا اعلم مالذي دفعني للسكوت الا الخوف من ذلك الشبح المخيف سامحه الله وغفر لنا ولهم اجمعين وجعلنا ممن يسمو بخلق العفو والصفح والتسامح وكل عام وانتم بخير بمقدم شهر الخير والتسامح والصفح .