بقلم: حسن بن عايض آل معدي
قبل أكثر من ثمانين عامًا بدأ العلماء في جامعة هارفرد دراسة عن السؤال الذي يسعى لجوابه كل البشر .. كيف أكون سعيدًا؟ ..
ولأن هذا الدراسة قد اعتلت بمدتها جميع دراسات العلم، حيث تعد الأطول على الإطلاق فقد بدأت عام 1938م مع شباب في سن المراهقة ولا تزال مستمرة حتى الآن مع الذين بقوا منهم على قيد الحياة؛ فلك أن تتصور حجم الأحداث المدونة وعشرات الآلاف من الأوراق ومثلها لقاءات يجرون لهم الفحوصات الدورية واختبارات الدم وتخطيط الدماغ… إلخ.
يتحدثون مع أسرهم وأصدقائهم ويسجلون كل تفاصيل حياتهم ليبحثوا عن هذا السر.. كيف أكون سعيدًا وبصحة جيدة؟
توصل الباحثون إلى أن “العلاقات الجيدة، وليس المال أو الشهرة، هي ما يجعلنا أكثر سعادة وأفضل صحة!”.
مخالطة الناس والعلاقات الجيدة مع الأهل والأصدقاء تجعل الإنسان أكثر سعادة وأكثر صحة، يقول البروفيسور وولدينغر: “إن المشاركين الذي كانوا أكثر رضًى عن علاقاتهم في الـ 50 كانوا الأكثر صحة عند عمر الـ 80، والناس الأكثر عزلة كانوا أقل سعادة وتتراجع صحتهم أسرع في منتصف العمر”.
العزلة موتٌ بطيء وتفتح على الإنسان أبواب الكآبة ونوافذ الوسوسة، ومع اعتزال الناس تتهاوى مشاعر الإنسانية وتندثر أواصر الود وتجلب على الإنسان الغربة والوحشة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم».