بقلم / منار مليباري
قد يبدو العنوان مضحكا أو غريبا كما يبدو كأنه من فيلم أو مسلسل كرتوني للأطفال ، ولكنه في الحقيقة يحاكي مقولة ” زمن الطيبين ” التي تتردد على مسامعنا مرارا وتكرارا وخصوصا في مثل هذه الأيام الفضيلة والأجواء الرمضانية القادمة !
أعتقد بأن مقولة ” زمن الطيبين ” يقصد بها جيل السبعينات وما قبلهم ، ومع ان معظمهم مازالوا بيننا الآن إلا أن كثيرا منهم يصر على أن زمن الطيبين قد ولى وانتهى ، وأن كل شيء الآن ليس له طعم ، وأن الطيبون قد رحلوا ، وأن الخير لم يعد موجودا ، وكأنهم يخبروننا صراحة بأننا في زمن الأشرار وأن القيامة سوف تقوم علينا ..
ثم عندما نستمع إلى القصص التي تروى لنا في زمانهم نتساءل أين هو ذلك الزمن الذي لم يكن فيه أشرار مطلقا ؟!
ثم ماذا يفعل الطيبون من ذلك الزمن بيننا الآن ؟
وفي المقابل لماذا يتم تجاهل الخير الموجود في الجيل الحالي وكأنه فعلا جيل مغضوب عليهم ولا خير فيهم ؟
على عكس الكثيرين ممن قابلتهم أو قرأت لهم فأنا أعتقد بأن ترديد مثل تلك العبارات سلبي للغاية ، وهو أمر يبعث على اليأس وفقدان الأمل و الحزن على الماضي والعيش فيه أيضا بدلا من الحاضر بل وحث الجيل الحالي على رفض الواقع الذي يعيش فيه واقناعه بأن الحياة الجميلة لم تعد موجودة ! وأن كل ما حوله ليس له طعم ولا لون ، وأنه لا خير فيه مهما فعل ،
بل ربما كانت تلك العبارات السلبية سببا في رفضنا للخير الموجود بداخلنا واستمرار كل منا بالاعتقاد بأنه الطيب الوحيد المتبقي وأن الجميع من حوله يستغلون طيبته ! وأن سبب تعاسته هو طيبته الزائدة التي لم تعد مناسبة لهذا الزمن .
ثم بعد ذلك نستمر في البحث عن السعادة و الأوقات الجميلة و الراحة النفسية والنفوس الطيبة غافلين عن عيش اللحظة ورؤية الخير الموجود بداخل من حولنا و حتى شكر الله على النعم الكثيرة التي انعمها علينا
فلنعلم أبناءنا بأن زماننا جميل ، وأن الخير موجود ، وأننا قادرون على إصلاح أنفسنا وان ننكر ما نراه من سوء حولنا أحيانا ، و أن السعادة تنبع من داخلنا ، وأن لا نتوقف عند الماضي كثيرا ولا نهتم بالمستقبل بشكل زائد ، وأن نعيش اللحظة ونشكر الله على النعم .