بقلم الكاتبة / منار مليباري
لن أتحدث عن الآثار و الأحجار الكريمة أو القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة ولا عن مناجم الألماس والكنوز المادية المدفونة ، وإنما حديثي هنا عن كنوز أسهل من كل ذلك في الحصول عليها كما أنها أكثر قيمة
ففي هذا الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه الحسنات قد تمر علينا أيام مليئة بمشاغل الدنيا المتعبة والملهية عن ذكر الله وتلاوة قدر كاف من القرآن وحتى صلاة التراويح بعدد الركعات التي كنا نؤديها فيما مضى ، فنجد أنفسنا نجتهد في أداء العبادات المفروضة مستشعرين حجم الأجر و الحسنات التي قد تفوتنا بسبب هذه المشاغل التي اضطررنا للقيام بها
لمست كل ذلك حين وصلت ابنتي ” ألماس ” ذات العامين و عشرة أشهر إلى سن تكثر فيه الحركة و الرغبة في المشاركة في اللعب ، وكذلك الثرثرة و الغضب و الصراخ و العناد أحيانا ، هذا بالإضافة إلى مسؤولياتي المنزلية و الزوجية الأخرى وصراعي المستمر مع مرضي المزمن ” ثنائي القطب ”
ولكن ماذا عن تلك الكنوز القيمة التي قد نستطيع الحصول عليها حتى ونحن غارقون في تلك المشاغل ؟
قد لا نتمكن من قراءة القرآن من المصحف كل حين ولكننا قادرون على الاستماع اليه احيانا أو حتى القراءة من حفظنا وان كانت بتكرار السور الصغيرة كسورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن ،
وقد لا نتمكن من الاستمرار في الذكر طوال الوقت ولكننا قادرون على قول الأذكار الأكثر في مضاعفة الأجر مثل قول : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ثلاث مرات ،
أو قول : سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، والذي يعتبر أفضل من ذكرنا النهار مع الليل و الليل مع النهار كما في الحديث ،
قد لانتمكن من الاستغفار في كل ثانية ولكننا قادرون على ترديد صيغ الاذكار الواردة في الأحاديث والتي يغفر الله بها الذنوب وان كانت مثل زبد البحر ،
ربما لانستطيع التصدق يدا بيد في كل وقت وخصوصا ربات المنازل ولكننا قد نقدر على التصدق عن طريق تطبيقات البنوك التي تدعم التبرع للجمعيات الخيرية وتسجلها لديها ، أو الابتسامة في وجوه من حولنا و الإحسان إليهم ، أو إصلاح النية في جميع الأمور الحياتية التي نقوم بها كالأكل والنوم والاعمال المنزلية والعمل في الخارج وغيرها بل وحتى اللعب مع الاطفال وادخال السعادة في قلوب المسلمين .
ربما أيضا نضطر إلى الذهاب إلى السوق في هذه الأيام الفضيلة ولكن ماذا عن دعاء دخول السوق ؟ وإن كان هناك كلام في تضعيف ذلك الحديث ولكن إن صح وأتينا به فالحمد لله ، وان لم يصح فما زال بمقدورنا ذكر الله طوال تجولنا في هذه الأسواق !
هذا ما يحضرني الان ، ولكن لعل هناك الكثير من الكنوز الأخرى التي لم أصل إليها بعلمي المتواضع وأسأل الله أن يعلمني وإياكم طرق الحصول عليها ويرزقنا الإخلاص و القبول .