عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم الكاتب / حسين أحمد الألمعي
بين خطوط الطول ودوائر العرض يرقد الماضي الجميل في صحبة الذكريات الكامنة في عيون الحلم والميلاد.
نسأل ونستنطق الأحجار والجدران لكي تبوح لنا بتلك الذكريات الجميلة النائمة في عين الشمس
علها تقول لنا كيف كانت ملامح الآباء والاجداد.
كيف ذهبوا من نحتوا الأرض ونقشوا الشيم والقيم على صدور الصخر وسيقان النبات
كيف كان حال من سكن بيوت الحجر والطين.
كيف كان شكل ولون دلال قهوة الصباح على صوت ذبذبات المذياع( الراديو) وبرنامج الأرض الطيبة وادخنة المفيا(التنور)
المتصاعدة التي تعانق خيوط الشمس إذا طلعت فيختلط لونها الزعفراني.
كيف كان آنذاك الكرم الطائي والمبادىء والنخوة وسط اناشيد العشايا ومواويل الطرب وآهات العشاق عند النوافذ والأبواب الموصده
وسواليف العابرين تأخذهم خطوات
الأقدام لغرض توفير المعيشه.
فذاك يجود بكرمه من عدم وذاك يجير جاره وصاحبه عند لوعة الألم.
سألنا كل شمس غربت في قلب الماء وظلال الأشجار وحبات المطر عن ملامح
من شيدوا الحيطان والجدران ورعوا الاغنام فوق التل والجبل وزرعوا القمح والذرة وعصبوا رؤوسهم بالورد والسكب.
ماحال تلك الاطلال والقرى والارياف وبقايا حطام الماضي القابع هناك اما زالت الوديان والشعاب تذكر الراحلين من الأصحاب والأحباب
وتلك الضحكات حين يجتمعون عند سويعات الأصيل ويفترقون عند السحر.
امازالت شظايا الجدران المكسورة تتوهج بأحلام ذكريات من سكن الديار وناموا فوق السقوف في
أحضان الظلام.
وكذا حقول الزعر والدخن والذرة وسط سجوع القماري وتغريد البلابل وثغاء الشياه وصغارها عندما تسرح وحين تروح على صوت حداء الراعي.
غفر الله لتلك الاجيال التي كانت تبعث وتنبعث السعادة من أعماقهم كطفل صغير مدلل يلعب ويلهو ويسخر من الحياه.
كم كانت تلك الأرواح الجميلة تقطر من الحب كم زرعوا من سنابل الخير في قلوبهم قبل أرضهم وكم غرسوا على كفوف الخيال احلام وردية جميلة فتحققت وفق انتهاجهم.
أنستطيع أن نرسم في أعماقنا تلك الصور الجميلة بصدق احساس الصغار الذين لم يعرفوا طريق للإنكسار.
ام سنكتفي بتلك النتوءات النائمة فوق اطلال الراحلين الى الأبد…..
