التوجهات الحديثة في كتابة التاريخ المعاصر

بقلم الكاتبة د/ فاطمة سعد الشهراني

إن لمتغيرات الحياة الإنسانية والتطورات السياسية والدولية على مر العصور التاريخية أثرًا كبيرًا في كتابة التاريخ المعاصر، منذ القرن العشرين وحتى الوقت الحالي، فإن كتابة التاريخ قد شهدت نقلة نوعية في زمننا المعاصر من حيث الأسس والآفاق؛ إذ لم تعد جهود المؤرِّخ مجرد عملية توثيق مادي أو تسجيل لوقائع تنتمي إلى الماضي المنتهي في شقَّيه السياسي والعسكري فقط، بل العكس من ذلك، فقد اتجهت اهتمامات المؤرخين من خلال الكتابات التاريخية المعاصرة إلى إعادة بنية دلالة أحداث الماضي في مجالاته الواسعة؛ انطلاقًا من مشكلات الحاضر؛ بغية المساهمة الفعلية في إيجاد حلول للمشكلات الراهنة، في إطار التوجهات القائمة على تجاوز السرد، والعمل على تأسيس تاريخ نقدي إشكالي، يبحث في قضايا المجتمع العصرية اعتمادًا على مقاربة علمية ونقدية؛ لا ترى في دراسة الماضي هدفًا في حد ذاته، بل مدخلًا لفهم واقعنا المعيش، ومنه هذا المنطلق وهذه المتغيرات في العصر الحديث، أصبح الطالب الباحث قادرًا على تنويع مصادر كتابة التاريخ بحيث لا تقتصر علي المصادر القديمة  التقليدية كأمهات الكتب والمراجع والآثار والوثائق التاريخية فقط، فالتاريخ علم متشعِّب، يشمل عدة علوم مرتبطة به، وأهمها الأدب، كالروايات والسينما والمسرح  والفولكلور والتراث الاجتماعي؛ لأنها تُعد مصادر أساسية لا تقلُّ أهميتها عن الوثيقة التاريخ؛ لأنها تتحدث عن تاريخ الناس والمجتمع، فهناك روايات معاصرة للحروب التي حدثت في تاريخ البشرية، ويستفيد منها الباحث، وكيف تطورت الدول سياسيًّا واجتماعيًّا وفكريًّا، ووصف الأحداث التاريخية بدقة كأحداث الحروب ورؤيتها كالحرب العالمية الأولى والثانية علي سبيل المثال، إنه أمر في غاية الأهمية، وهو الاهتمام بالمصادر المتنوعة لكتابة التاريخ؛ ما يساعد الباحث على إنجاز بحثه أو كتابته بطريقة كتابة تاريخية محقَّقة تاريخيًّا، وتقدم للقُراء الكثير من الحقائق التاريخية التي مضت، وجدير بالذكر أن دارة الملك عبدالعزيز بالرياض قد تناولت هذا التوجه من خلال منتديات دارة الملك عبدالعزيز، والتي تهتم بالتاريخ بصفة عامة، وتطور الكتابة التاريخية بصفة خاصة. 

شاهد أيضاً

خطوة العمر الكسيرة

بقلم ✍️فاطمة محمد مبارك يا خطوة العمر الكسيرة لا تجزعين ففي السحب قطر بعد شدة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com