“القرب من الله مُستراح “

عهد الشهراني

يالله كم ان الأنس الذي تجده بقربك من الله يغنيك عن كل شيء بالقرب من الله أنت الأقوى و أنت الأكثر طمأنينة قوة إيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن طمأنينة بأنه لو اجتمع أهل الأرض جميعاً على أن يضروك بشيء فلم يضروك إلا بشيء قدّرهُ الله لك ولن ينفعونك إلاَّ بما شاء الله لهم أن ينفعوك به القرب من الله مُستراح القرب من الله فيه شعور بالسلام الروحي و الامان تجاه الحياة و قوة لتحمل صعابها و نور يضىءالقلوب لتبصر الحق ومهما تسلت الروح بشتى الملذات؛ فإن طعم الارتياح الحقيقي لا يكون إلا في رحاب القرب من الله حتى انه كلما ابتعد القلب عن الله شعر بأن الحياة جافّة المعنى ركضٌ خالٍ من دوافع الحياة، وسيرٌ متخبط .. شتاتٌ روحي ، وظمأ لايهدأ.. كل ذلك لا يرويه إلا القرب من الله؛ أن يعود هذا القلب إلى ربه الذي هو خالقه وهو أعلم بما يؤنِسه فالقرب من الله يهبك قوّة الإتزان فكلّما عظّمت الله في قلبك تصاغرت في عينيك تفاهات الخلق لأنك جعلت الله هو الأول في حياتك فصار همّك الشاغل أن ترتقي منزلتك عنده وإن البعد من الله والله انه من مُهلكات النفس وذبول الروح وانعدام السعادة ، حتى أنه أشد عقاب من الله للعبد أن يكون البعد بلا رجوع ، أي إنسان لا تراودة فكرة الخوف من البعد عن الله، لا يعرف قيمة الإيمان الذي في قلبه من اهم ما يكون جالبًا الهم والغم والكآبه البعد عن الله استدراجاً بذلك قرأت يومًا نصاً عظيم بالنسبة لي جعلني استشعر أصغر الأمور في حياتي كما لو كان بمثابة العدسة المكبرة كان النص يقول:
“جاء رجل إلى الحسن البصري فقال له:
إني سمعت أن لكل معصية عقابا
وإني عصيت الله كثيراً ولم يعاقبني ؟
فقال له:
يا بني، بل كم عاقبك الله وأنت لا تدري.
فقال: كيف ؟
قال: ألم يسلبك حلاوة مناجاته ؟
▪️ألم تمر عليك الأيام دون أن تقرأ القرآن ؟
▪️ألم تمر عليك الليالي الطوال وأنت محروم من القيام ؟
▪️ألم يُمسك لسانك عن ذكره ؟
▪️ألم يبتليك بحب المال والجاه والشهرة ؟
▪️ألم تشعر بثقل الطاعات على قلبك ؟
▪️ألم تسهل عليك الغيبة والنميمة والكذب ؟
▪️ألم يُنسكَ الآخرة وجعلَ الدنيا أكبر همك ؟
▪️ألم تمر عليك مواسم الخير :
رمضان، ست شوال، عشر ذي الحجة ولم تُوفق إلى استغلالها كما ينبغي.
▪️إن أهون عقاب لله هو ما كان محسوساً سواء كان في المال أو الولد أو الصحة، وأن أعظم عقاب ما كان غير محسوس في القلب.
▪️عقاب الله أعظم من أن تدركه بل من عقابه أن يفتح عليك في الدنيا التي تُنسيك الآخرة، ويفتح عليك في العلم الدنيوي الذي يشغلك عن العلم الشرعي أو التفقه في دينك، ويرزقك الكثير من الأموال ولكن يحرمك لذة الطاعات والعبادات وهذا وربي من أعظم صور العقاب .
فكم عاقبك الله وانت لا تدري!!
يالله كم هائل من عدم الأدراك لذلك أتمنى أن لا نخرج من هذه الدنيا إلا وقد ذقنا لذة القرب منه والأُنس به، اللهم أكرمنا واغفر لتقصيرنا وارحم ضعفنا فإنه لا حول ولا قوة لنا إلا بك ، اللهم لا تخرجنا من عـز الطاعة الى ذل المعصية اللهم اجعلنا لك أقرب، وبك أقوى، وإليك أحوج اللهم يسر لنا الخير وأسعدنا به اللهم ازرع في قلوبنا راحة دائمــة
‏وأمل بك لا يخيب يا رب العالمين ..

شاهد أيضاً

خطوة العمر الكسيرة

بقلم ✍️فاطمة محمد مبارك يا خطوة العمر الكسيرة لا تجزعين ففي السحب قطر بعد شدة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com