تلك هي عصاي أتوكأ عليها

بقلم : إبراهيم العسكري

حينما نشأت طفلاً في قريتي الصغيرة لم اكن اشعر انني اعاني باعاقة شلل رجلي اليمنى وكنت العب مع اقراني بكل اقتدار ولكن عندنا كبرت قليلًا واصبحت مهيأ لدخول صفوف الدراسة بدات ادرك انني لا اطيق المشي مع اخوتي وزملائي الصحاح وحينها فهمت سبب تعثري المتكرر وان هناك شيء ما يعيقني من مجاراتهم في المشي وحتى في اللعب ..!

بطبعي اكره نظرة الشفقة لي من الآخرين فاحاول ان اثبت لهم انني قادر لمجاراتهم في كل الاحوال مهما كلفني الامر من تعب مضاعف لاقول لهم دعوني فاني قادر ..!

 

لا ازال ارى في عيون ابي رحمه الله ما يحاول ان يخفيه من الدموع فنظرة الاب لضناه مختلفة جدآ فيحاول ابي ان يُظهر عيون الرضى والوجه الحسن ويُبدي ابتسامات الدعم المعنوي لي باني قادر على الحياة ومسايرة الركب وقد ساهم ذلك التطلع منه رحمه الله في دفع قوة الارادة لدي وان باستطاعتي عبور مشوار الحياة في نفس المسار الذي يسلكه الاسوياء ليكون مسلكآ حسننا..!!

 

والدي رحمه الله ووالدتي رعاها الله كانا لي بعد الله خير داعم

فهما من يحملان معي الهم ربما اكثر مني في بناء مستقبل يضيء الحياة الكريمة ..!

سبق ان شرحت بعض مسيرتي في اكثر من مقال ولا اريد ان استرسل في استعادة شريط الحياة مع الاعاقة والمعاناة فتسبقني الدموع والاهات ويغشاني الهم بسبب الخذلان الذي تلقيته في مواقف لا تعد ولا تحصى من بعض البشر الذين لا يحسنون الا خيبة الأمل وجحود النعم التي بين ايديهم ..!

هنا استثني القليل ممن وفقوا في تقديم قضاء الحاجة لاهلها ومن لهم افضال بعد الله في مد جسور العون والمساندة الحسية والمعنوية فهناك من استدركه ولا انكر معروفهم فناكر المعروف في نظري من ارخص الناس .

وساظل ارفع راسي ويداي بالدعاء لمن قدم لي معروفآ ولن انساهم ما حييت فلهم في عنقي دين وفي مقدمتهم والداي وابنائي وامهم الغالية..!!

كنت اخجل وانا شابا ان احمل عصآ تساندني واقول لا زلت قادر على المشي

دون الحاجة لمساندة من احد ..!

من صغري لا احب استدرار عطف احد واتذكر ذلك الشيخ الكبير الذي زرته مع والدي رحمهما الله فاشفق عليء وقال يا بني خذ لك عصا تتوكا عليها وتساندك في مشيك ..!

وعده خيرآ واخفيت عنه ما احمله من مكابرة للنفس بانني لست في حاجة لها على الاقل في ذلك الحين بما احمل من ارادة وصمود..!

 

مرت الايام وطوت الستين صفحتها ووهن العظم واشتعل الراس شيبآ واصبح لزامًا ملازمة العصا مكرهآ اخاك لا بطل فقد اصبحت استانس عصاي واقبلها بلا خجل واصطحبها الي جواري في نومي ويقضتي فهي الوفية التي لاتمل مني سايرتني وخدمتني كثيرا واصبحت اراها جزءا مني وان كانت تمازحني أحيانا فتعثر لتعثرني بجوارها ونقوم سويآ بلا زعل ..!!

 

(ومضة)

قرأت مؤخرآ قانون الكرامة الذي يقول :

ان تعيش وحيدا خيرا لك من ان تعيش بديلا .

ان تستند على عصا خيرا لك ان تستند على كتف لا يريدك.

لا تفعل المستحيل لشخص لم يفعل لك الممكن.

شاهد أيضاً

خطوة العمر الكسيرة

بقلم ✍️فاطمة محمد مبارك يا خطوة العمر الكسيرة لا تجزعين ففي السحب قطر بعد شدة …

تعليق واحد

  1. اسأل الله أن يبارك في عمرك
    كما اسأله سبحانه أن يجزيك خير الجزاء على صبرك واحتسابك الأجر والثواب من الله

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com