أصدقاء العمر رفقاء الدروب ( زملاء الدراسة )

بقلم الدكتور : علي بن سعيد آل غائب

— إنّ اصدقاء العمر رفقاء الدروب ( زملاء الدراسة ) هم جزء من مشوارناورفقاء لدروب رحلتنا في الحياة ، وهم صفحات ناصعة من تاريخنا لن ننساها ، سعدنا بصحبتهم وشرُفنا بمعرفتهم ، درسنا سوياً في (كلية الملك فهد الأمنيّة) قبل اربعة عقود ونيّف جمعتنا بهم خلالها اجمل الذكريات واحسنها حتى اصبح كل واحد منهم يقول انهم انا وانا هم ، حينها كنا في ايام الصباء لانحمل همّاً ولا عناء في وقت لا اجهزة ذكيّة فيه ولا انترنيت ولا فضائيات ، فكانت ايامنا حينها احسن لطفاً وأكثر سعادة ، ثم تخرّجنا وكلٌّ قُدر له ان يعمل في جزء عزيز من وطننا الغالي اختاره الله له ليقضي فيه مشوار حياته العملية في خدمة وطنه ؛
— وبعد ذلك المشوار الطويل اجتمعنا سوياً في (ملتقى) اعدّه واشرف عليه زميل عزيز عظيم بأخلاقة وسيرته العطرة يعرفه محبيه بكنيته التي احبها ( ابا حسام ) حيث اعاد من خلال هذا الملتقى اللحمة بين زملاء الدراسة وجدّد بينهم التواصل حتى نتج عن ذلك حضور الملتقيات الثمانية الماضية التي كان آخرها ملتقى ( حائل ) الذي تم في تاريخ ١٤٤٤/١٠/١٦ هـ وسعد بحضوره الجميع مؤملين أن يكون قادم الأيام افضل واجمل وهم في احسن حال واتم صحة ؛
— وقد سعدت شخصياً بحضور ذلك الملتقى كسعادة الجميع ، ومن خلال استمتاعي بفعالياته تزاحم في ذهني رسائل عديدة لايتسع المجال لذكرها لأكتفي منها بثلاث فقط هي :-
— اولاً : الغبطة والسرور التي يشعر بها الجميع حيث كل منهم ادّى دوره وواجبه وخدم دينه ثم وطنه وقيادته بكل اخلاص وتفاني ولسان حالهم يقول ( ماقدمناه للوطن هو القليل لأن الوطن يستحق منّا الكثير ووطن لانحميه لانستحق العيش فيه )
— ثانياً : إن الوفاء من شيم الكرام وأن التواصل يتحقق منه الوئام ، كذلك فإن ربط الحاضر بالماضي فيه غذاء للروح وفيه بهجة للنفس ، وأرى أن هذه المعاني النبيلة تتجلى بوضوح في كل ملتقى نرى فيه بعضنا في كل عام ويتزاحم الجميع على اللقاء رغم تقادم العمر ومرور الزمن فضلاً عن تباعد المسافات ، وهم بهذا الوفاء المتجدد والتواصل المحمود يجذّرون قيماً مجتمعيّة وانسانية هي في الأصل من اخلاقيات مجتمعنا النبيل وتتوافق مع ثوابت ديننا الحنيف ؛
— ثالثاً : إن اصدقاء العمر ورفقاء الدروب زملاء الدراسة يقطنون كل مدينة ومحافظة وقرية بجبالها الشمّاء وسهولها الغنّاء ومدنها المزدهرة في ارجاء وطن من اجمل الاوطان ، كل ذلك يجعل كل واحداً منهم يشعر بأن له بنياناً شامخاً في كل جزءاً من وطننا الغالي على اتساعه يتمثل هذا البنيان في قامات وهامات هم سنداً لبعضهم في كل زمان ومكان ؛
— فلهم منّي جميعاً ازكى التحايا وابلغ السلام وكذا زملاء الدراسة من دولة قطر الشقيقة اللذين يحرصون على حضور كل ملتقى لنا ونحن نكن لهم كل محبة واحترام وتقدير ؛
— بارك الله في الجهود وسدد الخطى وحفظ الله بلادنا الغالية وقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي من كل سوء ومكروه ، والسلام .

( محامي وباحث — عضو الجمعية العلمية القضائية السعودية )

شاهد أيضاً

مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة من يستغلها للإساءة سهلة وفق الأنظمة

عبدالله سعيد الغامدي. في وقتنا الحاضر ومع تنوع منصات التواصل الاجتماعي كثر من يقومون بعمل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com