رجل المرور كسر خاطري وأطفأ شموع فرحتي في رحلتي

بقلم : إبراهيم العسكري

ضغوط الحياة واحتياجاتها ومفاجآتها تتوالد بين حين وآخر وتحتاج النفس البشرية اعطاءها قسطآ من الراحة وفقآ للحديث الشريف ساعة وساعة لان النفس بطبعها تمل التكرار والضغوط وما يكدر الخاطر ويعكر المزاج وتكرهه النفس.!

 

كنت مساء البارح في رحلة باحد المنتزهات مع عدد من الزملاء نتناول اطراف الحديث ونبحث عما يسعد النفس في روحانية وطمأنينة نستدرك من خلال رحلتنا ما يخفف علينا اعباءآ ربما تفوق طاقاتنا من باب قوله تعالى : لا يكلف الله نفسآ الا وسعها .!

 

اثناء طرح سفرة العشاء مع زملائي في رحلتنا بذلك المنتزه تلقيت اتصال من هاتف ثابت واعلم يقينآ ان المكالمة مسجلة لدى الجهة الامنية التي تلقيت منها الاتصال فكانت المكالمة على النحو التالي :

انا اثناء الرد : الوه .

هو:(للاسف لم يفشي السلام بل قال :

انت فلان واوضح اسمي الثلاثي؟

ثم اضاف معك المرور.

انا .نعم.

هو:لديك سيارة نوع كذا وكذا ؟

انا : (وقد صدمني اسلوب الفظ والغلظة من المتصل والخوف الشديد ان يكون ابني قائد السياره قد عمل حادث او يكون في عداد المفقودين لا سمح الله )

رديت والهم بدأ يغشاني والعرق يتصبب من جبهتي)

نعم عسى مافيه خلاف.

هو:انت واقف خطأ ويجب ان تبعد السيارة فورآ.

انا: اعتذر فالسيارة مفوضة لابني وساتصل به حالآ.

هو: عجل الآن.

انهينا المكالمة واتصلت بابني وقال اكيد اتصل بك المرور انا قد نحيت السيارة مكان آخر وكنت بجوار السيارة امام المكتبة واعطيت ابني بعضآ مما في خاطري وابقيت الكثير لحين اللقاء..!!

لا اخفيكم انني كرهت الجلسة والرحلة وندبت حظي حينها وتناولت العشاء مجاملةً مع الزملاء بلا طعم ..!

لاحظ الزملاء سرعة تعكر المزاج في نفسي الضعيفة واشعرتهم بما جرى.

حاولوا تبسيط الأمر وحاولت ان اهدأ فليس لهم ذنب ..!

انا هنا لا اعترض على اقدار الله وليس ذلك من حقي فنحن نؤمن بالقدر خيره وشره ولكن كنت حديث عهد بتلقي اتصال مماثل تعرض له ابني في حادث مروري مؤلم لازم خلاله العناية المركزة لاشهر وانقذته عناية الله ولم يعد لديء القدرة للصمود بعد اتصال رجل المرور ان اتخيل غير ذلك ..!

كلنا نؤمن ان رجل المرور بشر يخطي ويصيب ولكن تعلمنا في الادب والادارة ان الحياة اسلوب اكثر من تصيد عيوب ..!

ديننا يحدثنا ان الكلمة الطيبة صدقه فربنا تبارك وتعالى حينما امر موسى واخاه الى فرعون الطاغي بارض مصر قال:

اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى.

وقال تبارك وتعالى في موقع آخر: ( ولو كنت فظآ غليظ القلب لانفضوا من حولك )

يا جماعة الخير نحن امة الاسلام اُمرنا بالكلمة الطيبة ولين الجانب .فلما الغلظة والجفاء.

رجل المرور المعني لا اعرفه وليس بيني وبينه عدا وهو بلا شك من بني جلدتنا ومجند في خدمتنا ولكن ينقصه اسلوب الحكمة والموعظة الحسنة التي يربينا عليها ديننا ويامرنا باتيانها لتفتح الافق بين البشر وبالتاكيد يحتاج كل من يواجه الجمهور الى تدريب عن كيفية التعامل الحسن مع الآخر ونقل الصوره كما يجب دون اهتزاز وتعكير…!!

منذ نشأتي اشاهد افلام بوليسية اجنبية يعتذر فيها رجل الامن بأسلوب في منتهى الذوق مع الطرف الآخر وان ارتكب خطاءا.

حريآ بنا امة الاسلام

ان يكون اسلوبنا في منتهى الخلق والذوق ونقله للاجيال تباعآ فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق.

ومضة:

من ابسط حقوقي ان ارفع قضية ارجاف لقاء خوفي من اسلوب رجل المرور ولكن اكتفي بالقول:

(سامحه الله فقد يكون الذنب لمن لم يتيح له تدريب حسن العمل)

شاهد أيضاً

حقوق الإنسان

بقلم / سمية محمد  يتمتع الإنسان بحقوق أساسية و متأصلة لمجرد كونه إنسان هي جزء …

5 تعليقات

  1. رجل المرور كسر خاطري وسعادة اللواء شكرا من الأعماق.

    الله يسامحكم يارجال المرور ليش تكسرون خاطره المسكين، كان الأحسن بدل الاتصال رسالتين نصية فيها مخالفة مرورية وواحدة للولد والأخرى للاب مكسور الخاطر.
    الله يكون في عون رجال المرور.

  2. يا ترى ماذا لو كنت في موقف وجاء شخص أطفأ شموعك والمرور لم يتجاوب معك وكسر خاطرك ،،
    ماذا سيكون عنوان المقال

  3. رجال الامن لا زم يكون اسلوبهم خشن وهذا الافضل لو خلافه لوجدت كل الناس وقوف خاطي مثلك لا ترجو الاتصال او الاسلوب اللين إلا من اهلك واحبابك
    وألا فلام البوليسية تمثييل في تمثيل يابن الحلال الله يهداك

  4. آلي قفلت عليه ماهو من حقه بان يرفع عليك قضية ، لو افترضنا عنده مريض او حاله طارئة ، وابنك مقفل عليه ، وكان سبب في تعطيله!
    احنا لازلنا في الاسلام ولم نخرج عنه ، لذلك لابد نعطي الطريق حقه ولانعطل مصالح المسلمين

  5. هداك الله يعني انت مخالف وابنك معطل مصلحة الناس ، شين وقوي عين ، كان المفروض يخالف وتسحب المركبة هذا الانسب ماهو يتصلون ويطلب منه يخرج السياره

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com