بقلم / محمد ابراهيم فائع
يُروى عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله / اعتزل كل مايؤذيك ،وعليك بالخليل الصالح وقلَما تجده ،وشاور في أمرك الذين يخافون الله .انتهى .. رضي الله عنك ياعمر ،وتعليقا عليه أقول :-من خلال تجربتي في تطبيق التك توك منذ انطلاقته في عام 2017 م قد لقيت العجب العجاب ، فقد وجدت أن هناك خلطة من الحسابات التي تنقسم ما بين من يدعَي حراسته للفضيلة وربما قد يصدق فالنوايا علمها عند الله ، ومن يناصر الرذيلة ، يظهر من خلال ما يبديه من عداء مستحكم من الدين ،ولقيم المجتمع وأخلاقياته ،لأنها يراها تقف في طريق ممارسته الانحلال المنفلت وفق حرية غير منضبطة ، وحسابات لديها أجندات عقدية وفكرية ،تنطلق خلف أهداف تسعى إلى تحقيقها ،كحسابات ناكري السنة والملحدين والمشعوذين ،عادة يقف خلفها جهات خارجية لدعمها ،ومعظم الحسابات في التطبيق مجهولة ،فيمكن وصف أصحابها (بالمبرقعين والمبرقعات)يشذون في أفكارهم ،ويطرحون آراءهم بدون تحكيمها بميزان الدين والعقل (يخشون الناس أكثر من خشيتهم لرب الناس) وهم يعلمون أن الله جلت قدرته(يعلم سرهم ونجواهم ويعرف مكرهم وأقوالهم وأفعالهم) يقول الله تعالى ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) لهذا أقول بعد هذه التجربة للعقلاء فقط : لاتكثروا من اللوم والعتب ، ولا تسرفوا في الوعظ والتوجيه ،فجهودكم ستصب في آذان حشيت وقرا ،وعندما لايكون الأمر ممكنا لممارسة أجواء التعبير عن طروحاتكم في خط من الاعتدال والحكمة ،فعليكم ( الرحيل من هذا التطبيق ،أو التجاهل في حالة الرغبة في البقاء في التطبيق دون الدخول في معترك الفوضى)فليست سوى مسألة وقت ،حتى يمكن لمن سيبقى في تطبيق التك توك رصد (سقوط الأقنعة عن كثير ،وظهور زيف مدعي الفضيلة ،ومن يقف خلف الرذيلة ،وانكشاف أهداف من يقفون خلف الحسابات المجهولة)
أقولها صراحة للعاقل بعد تجربتي (ارحل ) عندما تحس بان الأجواء قد أصبحت خانقة ،وأنك غير قادر على المحاورة والمناقشة وفق أجواء تؤمن بأهمية الحوار و بأدبياته ، ويقدر مسئوليات الكلمة (ارحل )عندما تلمس أن(الاسقاط والقذف والشتم والقاء التهم)تلقى بدون انكار من أحد ،بل ربما يشرعن البعض القذف( ارحل ) عندما تلمس أن مايدور من حوار أبعد مايكون عن الحوار البناء المثمر السليم الذي من خلاله (تنبثق الحقيقة ويشع النور كما قال سقراط)أقول (ارحل) عندما تشعر بأن هناك أناسا في التطبيق يسعون لإرضاء البشر ويطلبون مناهم ،مع أن الله أحق أن يُرضى ،وكلمة الحق أحق أن يُصدح بها ، ( ارحل )ولايغرنك ما يدور من محاورات حول قضايا (تمس الرجل والمرأة )قد لاتمثل الواقع ،فكثير من المبالغات حول تلك القضايا تحدث في العالم الافتراضي ،ولاتعكس حقيقة ما على أرض الواقع ،رغم عدم انكاري بأن هناك (أخطاء في حياة الرجل والمرأة ) لكنها لاتعمم ، وأقول لاتنخدع بمن يزعم مناصرة المرأة ( فالمرأة في غنى عمن يدافع) عنها فهي الأحق بالدفاع عن نفسها أولا ، ولديها محارم وأهل هم أولى من الغرباء بالدفاع عنها ثانيا ، وثالثا الدولة أعزها الله ونصر ولاة أمرها، قد كفلت حفظ حقوق المرأة ،وقررت حزمة من القوانين والأنظمة لحمايتها وحفظ حقوقها .
لهذا أقول للعقلاء من الجنسين (ارحلوا) مادامت الأجواء في (تطبيق التك توك خانقة) وغير صالحة للحوار،ومؤذية ،وأن من يقود الرأي فيه هم من (الجهلاء الدهماء الحمقى) الذين لايتورعون من الإسقاط والقذف والشتم ،وقد تصدروا المشهد ،واعلموا بأنكم بمحاورتكم الحمقى توقعوا أن يسقطوا عليكم ،وقد قيل ( لاتجادل الأحمق فقد يخطيء الناس في التفريق بينكما) أقول للعقلاء من الجنسين (ارحلوا ) عندما لايمكنكم إيصال رسائلكم الهادفة ،عندما لايكون وجودكم في وسائل التواصل ،سوى كسب المزيد من الذنوب والخطايا والآثام ،وكسب السيئات ،وهدر المزيد من الوقت الثمين من أعماركم ، فالعمر ومابقي فيه أثمن ،من أن يضيع هدرا دونما فائدة لاترجى (ارحلوا ) ولاتعودوا (إلا) عندما ترون أن الأجواء قد تحسنت أو تغيرت نحو الأفضل وإلا فالرحيل أفضل ،ولاتخشوا ترك الساحة بعدكم ،فالله قد تكفل بحفظ دينه وكتابه وسنة رسوله ،واعلموا أن الغلبة دوما للفضيلة ،والخسران للرذيلة (ارحلوا ) واقتربوا من كل قول وفعل يقربكم من الله زلفى ،وتزودوا من كل مامن شأنه ،أن يسعدكم ويقوي إيمانكم.
وعودا على بدء أقول : (اعتزلوا) كل ما يؤذيكم ،فالدنيا قصيرة ،ورحلة العمر أقصر ،والتزود من الطاعات أعظم فائدة من ضياعها في البثوث والغوص في (حوارات الطرشان) التي لاتفضي إلى نتائج ومعالجات بناءة ،ولعل خير الزاد التقوى لكسب المزيد من الحسنات فهي التي تنفع العبد في ذلك اليوم العظيم ،الذي لاينفع فيه مال ولابنون ،إلا من أتى الله بقلب سليم ..وقبل الختام أدعو (الجهات التي يهم الأمر) إلى أن تأخذ المبادرة لضبط الأمر (فمايدور في التك توك) له أضرار على المجتمع أفرادا وأسرا (فكرية وأخلاقية وأمنية)على العقيدة وعلى سلم المجتمع ،ولابد العمل على مواجهتها وضبطها عبر (ربط الحسابات بأرقام السجلات المدنية ) كإجراء مطلوب لضبط الأمور،ووقف تجاوزات من يريد المساس بثوابتنا الدينية والأخلاقية ،ومس لحمتنا الاجتماعية في وسائل التواصل .
استودعكم الله ….