عسير صحيفة عسير الإلكترونية
صحيفة عسير -يحي مشافي
تشهد العلاقات السعودية الأفريقية مرحلة جديدة من الانفتاح والتعاون، حيث تعكس تصريحات وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، استراتيجيات واضحة لتعزيز الاستثمارات وتطوير الاقتصاد في القارة.
مع وجود استثمارات سعودية بمليارات الدولارات في أفريقيا، تسعى المملكة إلى خلق فرص استثمارية متعددة مع دول القارة.
أعلن الفالح عن ارتفاع حجم الاستثمارات والمساعدات التنموية السعودية في أفريقيا إلى نحو 45 مليار دولار، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية.
تشمل هذه الاستثمارات مجالات متعددة مثل البنية التحتية، الطاقة، الزراعة، والصحة.
يبرز الفالح أن أفريقيا تمتلك ثلث الموارد المعدنية العالمية، والتي لم تُستثمر بالكامل بعد، مما يُعتبر فرصة هائلة للمستثمرين.
يشير إلى أن المعادن ستكون “الوقود الجديد” للاقتصاد العالمي في المرحلة المقبلة، مما يعزز الحاجة للتعاون بين المستثمرين السعوديين والدول الأفريقية.
أكد الفالح ضرورة أن تعمل القارة الأفريقية على تحسين شفافية سياساتها لجذب الاستثمارات، مع التركيز على ضرورة العمل المشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
سلة الخبز والغذاء
أوضح أن المملكة مستعدة لتقديم تقنيات جديدة ستساعد على التحول في أفريقيا، حيث يُعتبر هذا التحول أحد المكونات الأساسية للنجاح في تطوير القارة.
أشار الفالح إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها أفريقيا في إنتاج الغذاء، حيث يمكن للقارة أن تصبح “سلة الخبز والغذاء” للعالم، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي.
يعكس هذا الأمر أهمية الزراعة المستدامة وتطويرها بما يتماشى مع احتياجات السوق العالمية.
تبرز المملكة كمُقدمة رائدة في مجال التقنية، حيث تتطلع إلى إنشاء مدن ذكية باستخدام تقنيات متقدمة، بما في ذلك المستشفيات الافتراضية للعلاج عن بعد.
يشير الفالح إلى أن هذا الاتجاه سيعزز من جودة الحياة في المدن الأفريقية ويخلق فرص عمل جديدة.
تاريخ العلاقات السعودية وأفريقيا
تعود العلاقات السعودية الأفريقية إلى عقود طويلة، حيث تمتد لتشمل الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية.
ولتوثيق هذه العلاقات، تم إنشاء 16 لجنة مشتركة و7 مجالس أعمال، إلى جانب توقيع أكثر من 250 اتفاقية تعاون.
تؤدي المملكة دورًا محوريًا في دعم الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الأمن والاستقرار في القارة. وقد دعم ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، جهود السلام مثل اتفاق جدة بين إثيوبيا وإريتريا واستئناف المحادثات بين الأطراف السودانية في مايو 2023.
كما عبرت المملكة عن قلقها تجاه الأحداث في النيجر والجابون، مشددة على أهمية الحوار لحل النزاعات. وتعزز المملكة استقرار الدول الأفريقية من خلال استثمارات متنوعة، حيث أطلق صندوق الاستثمارات العامة مشاريع بقيمة 15 مليار ريال في مجالات الطاقة والتعدين والزراعة.
التبادل التجاري.. 74.7 مليار ريال
في عام 2023، بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والدول الأفريقية 74.7 مليار ريال، مع صادرات تشمل المنتجات المعدنية والكيماويات، وواردات متنوعة. وخلال العقد الماضي، استثمرت المملكة 49.5 مليار ريال في أفريقيا، حيث تعمل 47 شركة سعودية في مجالات عدة.
خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، أُطلقت مبادرات لدعم الدول الأفريقية، مثل تعليق مدفوعات الديون، مما وفر سيولة لأكثر من 73 دولة، 38 منها في أفريقيا. وقدّم الصندوق السعودي للتنمية 40113.81 مليون ريال لتمويل 413 مشروعًا تنمويًا في 46 دولة.
تسعى المملكة لتعزيز العلاقات الثقافية، حيث يدرس نحو 3956 طالبًا سعوديًا في الجامعات الأفريقية. وفي إطار جهودها لمواجهة التغير المناخي، أطلقت المملكة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي تستهدف زراعة 50 مليار شجرة.
من المتوقع أن تعزز القمة السعودية الأفريقية التي ستعقد في الرياض، التعاون بين المملكة والدول الأفريقية، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
